مروان بن معاوية ، نا يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قيل : يا رسول الله ادع الله على المشركين ، قال : «إنما بعثت رحمة ولم أبعث عذابا» [٩٢٨].
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد الأديب ، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان الحيري الفقيه ، أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى ، نا عبد بن جناد ، نا عطاء بن مسلم ، عن جعفر بن برقان ، عن عطاء ، عن الفضل بن عباس (١) قال :
دخلت على النبي صلىاللهعليهوسلم في مرضه وعلى رأسه عصابة حمراء أو صفراء ، فقال : «ابن عمّي ، خذ هذه العصابة فاشدد بها رأسي» فشددت بها رأسه قال : ثم توكأ عليّ حتى دخلنا المسجد فقال : «يا أيّها الناس ، إنما أنا بشر مثلكم ، ولعله أن يكون قد كثرت مني جفوف (٢) من بين أظهركم ، فمن كنت أصبت من عرضه أو من شعره أو من بشره أو ماله شيئا هذا عرض محمد وشعره وبشره وماله ، فليقم فليقتص ولا يقولن أحد منكم إنّي أتخوّف من عمد العداوة والشحناء ، ألا وإنهما ليسا من طبيعتي ، وليسا من خلقي» ، ثم انصرف ، فلما كان من الغد أتيته فقال : «ابن عمي لا أحب أن مقامي بالأمس أجزى عني ، خذ هذه العصابة فاشدد بها رأسي» قال : فشددت بها رأسه قال : ثم توكأ عليّ حتى دخل المسجد فقال مثل مقالته بالأمس ، ثم قال : «فإن أحبّكم إلينا من اقتص» قال : فقام رجل فقال : يا رسول الله ، أرأيت يوم أتاك السائل فسألك فقلت : من معه شيء يقرضنا فأقرضتك ثلاثة دراهم ، قال : فقال : «يا فضل أعطه» قال : فأعطيته ، قال : ثم قال : «ومن غلب عليه شيء فليسألنا ندع له» قال : فقام رجل فقال : يا رسول الله إني رجل جبان كثير النوم ، قال : فدعا له ، قال الفضل : فلقد رأيته أشجعنا ، وأقلّنا نوما ، قال : ثم أتى بيت عائشة فقال للنساء مثل ما قال للرجال ، ثم قال : «ومن غلب عليه شيء فليسألنا ندع له» قال : فأومت امرأة إلى لسانها ، قال : فدعا لها ، قال : فلربما قالت لي : يا عائشة أحسني صلاتك (٣) [٩٢٩].
__________________
(١) عن مختصر ابن منظور ٢ / ٢٤٥ وبالأصل «عياش» وهو الفضل بن العباس بن عبد المطلب.
(٢) في مختصر ابن منظور : «خفوف» وفي سيرة ابن كثير «خلوف» وفي دلائل البيهقي : حقوق.
(٣) بمعناه في دلائل البيهقي ٧ / ١٧٩ ـ ١٨٠ ونقله عن البيهقي ابن كثير في البداية والنهاية ٥ / ٢٣١ والسيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٤٥٧.