إنا سنرضيك في أمّتك ولا نسوؤك [٩٣٠].
واللفظ لحرملة ، وفي حديث ابن خرشيد قوله والمخلّص : عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير ، وهو وهم.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السمّاك ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور ، نا يحيى بن سعيد القطّان ، عن قدامة بن عبد الله ، حدثتني حسرة قالت : سمعت أبا ذرّ يقول : قام النبي صلىاللهعليهوسلم بآية حتى أصبح يرددها ، والآية : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
أخبرنا أبو إسماعيل سعيد بن المظفّر بن أحمد بن عبد الله السّكّري ، أنا أحمد بن الفضل الباطرقاني ، نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن يوسف الإمام ، نا أبو الأسود عبد الرّحمن بن الفيض ، نا أبو بشر إبراهيم بن ناصح المديني ، نا سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «مثلي ومثلكم أيتها الأمة كمثل رجل استوقد نارا ، فأقبلت (١) الفراش والدوابّ التي يغشين النار ، فجعل يذبّها ويطلب (٢) الاقتحام في النار ، وأنا آخذ بحجزكم أدعوكم إلى الجنّة و؟؟؟ (٣) إلّا التّقحّم في النار» (٤) [٩٣١].
__________________
(١) رسمها بالأصل : بهذه.
(٢) كذا ، وفي صحيح مسلم : ويغلبنه فيتقحمن فيها.
(٣) غير واضحة بالأصل ونميل إلى قراءتها : «وتغلبوني» وفي صحيح مسلم في رواية : «فتغلبوني» وفي رواية أخرى : «تفلّتون».
(٤) الخبر بمعناه من حديث جابر بن عبد الله في صحيح مسلم (كتاب الفضائل) ٤ / ١٧٩٠ والبيهقي في الدلائل ١ / ٣٦٧ ومن حديث أبي هريرة أخرجه البخاري في كتاب الرقاق ـ باب الانتهاء عن المعاصي ، ومسلم في كتاب الفضائل باب شفقته على أمّته ٤ / ١٧٨٩.
وقوله : آخذ : روي بوجهين : أحدهما اسم فاعل بكسر الخاء وتنوين الذال ، والثاني : فعل مضارع بضم الذال بلا تنوين والأول أشهر ، وهما صحيحان.
وقوله : بحجزكم : الحجز جمع حجزة ، وهي معقد الإزار والسراويل.
والتقحم : هو الإقدام والوقوع في الأمور الشاقة من غير تثبت.
ومقصود الحديث أنه صلىاللهعليهوسلم شبه تساقط الجاهلين والمخالفين بمعاصيهم وشهواتهم في نار الآخرة ، وحرصهم على الوقوع في ذلك ، مع منعه إيّاهم وقبضه على مواضع المنع منهم ، بتساقط الفراش في نار الدنيا لهواه وضعف تمييزه وكلاهما حريص على هلاك نفسه ، ساع في ذلك لجهله.