إن كان ليمرّ بنا الشهر ونصف الشهر ما يوقد في بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم نار لمصباح ولا لغيره ، قال : قلت : سبحان الله ، فبأي شيء كنتم تعيشون؟ قالت : بالماء والتمر ، كان لنا نسوة جيران من الأنصار لهم منائح (١) فربما أهدوا إلينا منها شيئا.
كذا قال : ورواية غيره عن ابن عجلان عن القعقاع عن القاسم عن عائشة هي أشبه.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي ، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله.
ح وأخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا ، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور الفضيلي ، قالا : أنا محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر الفقيه البلخي ، نا أبو يحيى العطّار ، نا روح بن عبادة ، نا هشام بن حبان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت :
والله لقد كان يأتي على آل محمّد صلىاللهعليهوسلم شهر ما نختبز فيه ، قال : قلت : يا أمّ المؤمنين ، فما كان يأكل رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ فقالت : كان لنا جيران من الأنصار جزاهم الله خيرا ، كان لهم شيء من لبن يهدون منه إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٢).
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر المغربي ، أنا محمّد بن عبد الله الجوزقي ، أنا مكي بن عبدان ، وعبد الله بن محمّد بن الحسن ، قالا : نا عبد الله بن هاشم ، نا يحيى بن سعيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت :
كان يأتي على آل محمّد الشهر ما يوقدون فيه نار ، إنما هو التمر والماء ، إلّا أن (٣) باللحم.
قال : وأنا أبو العبّاس الدّغولي ، نا محمّد بن عبد الله بن فهد ، أو قال النّضر بن شميل : ثنا.
قال : نا هشام بن عروة ، أخبرني أبي عن عائشة أنها قالت : يأتي على أهل بيت
__________________
(١) المنائح : في المصباح : المنحة في الأصل الشاة أو الناقة يعطيها صاحبها رجلا يشرب لبنها ثم يردها إذا انقطع اللبن ثم كثر استعماله حتى أطلق على كل عطاء.
(٢) انظر ما أخرجه البيهقي في الدلائل ١ / ٣٤١ بمعناه ، وانظر تخريجه فيه.
(٣) تقرأ بالأصل : «يوتانا» ، وفي مختصر ابن منظور : «يؤتى».