أو النتف (١) أو الحلق |
|
أو التحريق بالنار |
فقد صار بها أشه |
|
ر من راية بيطار |
فأنشدها عمر بن بزيغ المهديّ ، فضحك ، وسارت الأبيات ، فقال أسيد بن أسيد الأزدي ، وكان وافر اللحية : ينبغي لأمير المؤمنين أن يكف هذا الماجن عن الناس فبلغت آدم فقال (٢) :
لحية تمت وطالت |
|
لأسيد بن أسيد (٣) |
يعجب الناظر منها |
|
من قريب أو (٤) بعيد |
هي إن زادت قليلا |
|
قطعت حبل الوريد |
قال : وكان المهدي يدني آدم ويحبه ويقربه ، وهو الذي قال لعبد الله بن علي لما أمر بقتله بنهر أبي فطرس (٥) : إن أبي لم يكن كآبائهم (٦) ، وقد علمت مذهبه فيكم.
فقال : صدقت وأطلقه ، وكان ظلف (٧) النفس متصوبا ومات على توبة ومذهب جميل.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ ـ وقرأته من خط رشأ ـ أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت (٨) ، نا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي الكاتب ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، نا عبد الله بن شبيب ، عن الزّبير قال : وكان آدم بن عمر بن عبد العزيز كلبا على الفدّام والسؤال ، وكان بطالا فجاء أعرابي إلى فيئة (٩) فقال : هل تعرفنّ أحدا يصنع المعروف ويرغب فيه؟ فدلّوه على آدم ، وقالوا : ذاك ابن الخليفة عمر بن عبد العزيز ،
__________________
(١) في الأغاني : السيف.
(٢) الأبيات في الأغاني ١٥ / ٢٩١.
(٣) بعده في الأغاني :
كشراع من عباء |
|
قطعت حبل الوريد |
(٤) في الأغاني : وبعيد.
(٥) فطرس بضم الفاء والراء ، موضع قرب الرملة من أرض فلسطين كانت به وقعة عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس مع بني أمية سنة ١٣٢.
(٦) عن الأغاني وبالأصل «كأيهم».
(٧) الأغاني : وكان طيب النفس متصوفا.
(٨) ضبطت عن التبصير ٢ / ٦٩٦.
(٩) الفيئة : الطائفة ، يريد الفئة.