جواسيس يشوع في بيتها وسهلت مهمتهم ، فقد كافأها بنو إسرائيل بأن أبقوا عليها ، هي وبيت أبيها ، كما أسكنوها في وسط إسرائيل ، ولم يكتف يشوع بكل ما فعله بأريحا ، وإنما هو يصب اللعنات على من يعيد بناء المدينة ، وإلّا «فببكره يؤسسها ، وبصغيره ينصب أبوابها» (١) ، هذا ويذهب الكثير من العلماء إلى أن سقوط أريحا لم يكن بسبب ضرب كهنة يهود بأبواقهم ، ثم الدوران حول المدينة طيلة أيام سبعة ، وإنما بسبب زلازل وقعت في المدينة (٢).
وكانت الضربة التالية من نصيب «عاي» التي سقطت عن طريق خدعة يهودية ، ثم «ضربوهم حتى لم يبق منهم شارد ولا منقلب» (٣) وإن كان البعض يعتبر ذلك مجرد خيال يهودي لأنه لم تكن هناك مدينة وقت ذاك باسم «عاي» ، وأن حضائر «مدام جوديت ماركيت كروز» في موقع عاي ، وهي التل الحالية على مبعدة ١٣ ميلا شمال غرب أريحا ، تشير إلى بقايا مدينة من عصر البرونز المبكر قد دمرت تماما حوالى عام ٢٢٠٠ قبل الميلاد ، كما أن اسم «عاي» يعني الخراب ، ومن هنا يرى العلماء أن التفسير المحتمل لرواية التوراة هو الخلط بين عاي وبيت إيل (بيتين) على مبعدة ميل من عاي (٤) ، وعلى أية حال ، وطبقا لرواية التوراة ، فلقد امتد هذا المد الإسرائيلي سعيرا ، فأحرق بالنار المدن الكنعانية ، وقتل أهلها برمتهم ، من رجال ونساء وأطفال ، بل وفي حمى لا واعية ، انطلق هذا المد مجنونا ، فلم يسلم من يده
__________________
(١) يشوع : ٦ / ١ ـ ٢٧.
(٢) J.Finegan ,Op.Cit ,P. ١٥٨. وكذاT.R.Glover ,Ancient World ١٣٤.p ، ١٩٦٨
(٣) يشوع : ٧ / ٣ ، ٨ / ١٣ ـ ٢٩.
(٤) W.F.Albright ,A J A , ١٥٨.p ، ٤٠and B A S O R , ٣١.p ، ١١٨ وكذا Judith Marquet ـ Krause, Les Voulles de Ay (et ـ tell) , ١٩٤٩vols ٢ ، ١٩٣٥ ـ ١٩٤٤ وكذاJ.Finegan ,Op ـ Cit ,P. ١٦٠ ـ ١٥٩