وهكذا ما أن ورث سليمان ملك أبيه داود ، عليهماالسلام ، حتى أدخل هذا السلاح «العربات الحربية» في جيشه بل إنه إنما جعل منه القوة العسكرية الرئيسية في هذا الجيش ، وربما كان السبب المباشر في ذلك ، أن الآراميين في دمشق قد عملوا على استرداد نفوذهم المفقود بعد موت داود مباشرة ، وفي أوائل أيام سليمان ، ومن ثم فقد أصبحت دولة «أرام دمشق» نتيجة استخدامها لهذا السلاح ، إنما تمثل تهديدا مباشرا لإسرائيل (١) ، وطبقا لما جاء في التوراة (٢) ، فإن سليمان إنما كان يملك ما بين ١٤٠٠ ، ٤٠٠٠ حصانا (٣) ، وأما عن مباني الثكنات العسكرية الخاصة بفصائل العجلات الحربية ، وطبقا لما جاء في الملوك الأول (٤) ، فقد اكتشف في «مجدو» وغيرها إسطبلات للخيول ، وحظائر للعربات مع بعضها ، وكانت تلك التي في «مجدو» تسع ١٥٠ عربة ، ٤٥٠ حصانا (٥).
هذا وكان قائد العربة يتلقى تدريبات طويلة شاقة ، ويظل في الخدمة طالما كان قادرا على أداء وظيفته ، أو على الأقل لعدة سنوات ، ومن ثم فإنه يصبح جنديا محترفا ، وعند ما زاد عدد العربات أصبح من الضروري استخدام عدد لا بأس به من الجنود غير المحترفين ، ذلك لأن عددا قليلا من الإسرائيليين الذين كانوا مكلفين بالخدمة العسكرية كانوا يصبحون جنودا محترفين ، وليس هذا يعني أن هؤلاء الإسرائيليين المجندين بالجيش ، ولا يعملون في سلاح العربات الحربية ، قد أعفوا من القيام بالمهمات
__________________
(١) O. Eissfeldt, The Hebrew Kingdom, in CAH, II, Part, ٢, Cambridge, ٥٨٩ ـ ٥٨٣.p ، ١٩٧٥.
(٢) ملوك أول ١٠ / ٢٦.
(٣) W.F.Albright ,op ـ cit ,P.F ١٣٥ وكذاO.Eissfeldt ,op ـ cit ,P. ٥٨٩.
(٤) ملوك أول ٩ / ١٩ ، ١٠ / ١٦.
(٥) W. F. Albright, From the Stone Age to Christianity, P. ٢٣٣ ، ١٢٧ وكذا Y. Yadin, New Light on Salomon\'s Megiddo, BA, F ٦٢.p ، ١٩٦٠ ، ٢٣ وكذا C. Watzinger, Denkmaler, Plastinas, I Leipzeg, ٨١ ـ ٨٠.fig F ٦٧.p ، ١٩٣٣ وكذاW.F.Albright ,The Archaeology of Palestine ,P. ١٢٤.