السياسية والدينية معا ، هذا ويختلف الباحثون في أسباب تغيير اسم المدينة القديم ، فمن قائل لأن اسمها القديم كان غريبا على العبرانيين ، ومن قائل لأن فيه تخليدا للاهوت أجنبي ، ومن قائل لأن داود عليهالسلام أراد أن يخلد اسمه على المدينة أو حتى على جزء منها ، ذلك لأن اليهود أطلقوا على المدينة أيضا اسم «يورشالايم» أو «أورشالم» بإضافة لاحقة عبرية كي تصبح عبرية النطق ، وأيا كان السبب فإن الإسم الجديد لم يحل محل الإسم القديم ، الذي له جذور عميقة في الوعي الشعبي (١).
هذا وقد دعيت المدينة في النقوش الآشورية باسم «أورساليمو» (Ursalimmu) وفي النقوش اليونانية باسم «هيروسوليما» (Hierosolyma) (٢) ، هذا ولم يذكر «هيرودوت» (٤٨٤ ـ ٤٣٠ ق. م) في تاريخه اسم «أورشليم» ولكنه ذكر مدينة كبيرة في الجزء الفلسطيني من الشام ، وسماها «قديتس» ، مرتين في الجزء الثاني والثالث من تاريخه ، ويقول المستشرق اليهودي «سالومون مونك» في كتابه «فلسطين» أن هذا الإسم على الأرجح هو «القدس» ، محرفا في اليونانية عن النطق الآرامي «قديشتا» (٣).
وأما معنى «أورشليم» فموضع خلاف ، ولعل أرجح الآراء من الناحية العلمية أنها مركبة من «أور» بمعنى مدينة أو موضع ، ومن «شالم» وهو إله وثني لسكان فلسطين الأصليين هو «إله السلام» ، فالمدينة إذن كانت مكرسة لإله السلام ، وهناك من يقول أن كلمة «أور» معناها «الميراث» ، فتكون
__________________
(١) صموئيل ثان ٥ / ٩ ، ٦ / ١٢ ـ ١٣ ، ٨ / ١٧ ـ ١٨ ، ٢٠ / ٢٥ ـ ٢٦ ، عبد الحميد زائد : الشرق الخالد ص ٥٦ ـ ٥٧ ، وكذاM.Noth ,The History of Israel , ١٩١.p ، ١٩٦٥ وكذاY.Yeivin ,JNES , ١٠.p ، ١٩٤٨ ، ٧.
(٢) M.F.Unger ,op ـ cit ,P. ٥٧٦.
(٣) حسن ظاظا : المرجع السابق ص ٨ ، قاموس الكتاب المقدس ١ / ١٣٥.