كانوا فيما يبدو ، من العرب ، اليعازر من تيمان ، وبلد كان شوحيا من منطقة السويس ، فيما يرى فولتير ، وصوفر كان من نعمات (١).
ومنها (ثالثا) ما لاحظه الباحثون من ذكر «الجمال» عند الحديث على ثروة أيوب من الماشية ، ونحن نعلم أن لحوم الإبل محرمة على اليهود ، وأنها لم تذكر بين ثرواتهم إلا نادرا ، بل إن اسم أيوب نفسه لا مثيل له في أسماء العبريين (٢) ، ومنها (رابعا) ما جاء في السفر من أن أيوب رجل من أرض «عوص» ، وأرض «عوص» هذه ، وإن اختلف العلماء في مكانها ، فالراجح عندهم أنها في بلاد العرب ، أو في مناطق يسكنها عرب (أي في نجد وعمان أو في شمال بلاد العرب ، في شمال غربي المدينة المنورة ، أو في بلاد الشام ، في حوران أو في اللجاة ، أو على حدود وأدوم أو في أدوم نفسها ، أو في شرقي فلسطين أو جنوبها الشرقي) وبعبارة أخرى ، فهي أما في شبه الجزيرة العربية أو في بادية الشام (٣) ، ولعل تحديدها ببادية الشام ربما كان هو الأرجح ، وذلك لسببين ، الأول : ما ذكره معظم المفسرين والمؤرخين من أن أيوب من ولد العيص ، وهو عيسو بن إسحاق بن إبراهيم عليهمالسلام ، والذي كان يسمى كذلك «أدوم» (الأحمر) وإليه ينسب الآدوميون الذين كانوا يسكنون في أقصى بلاد شرق الأردن وجنوب وادي الحسا ، والثاني : ما جاء في حديث أبي ذر المشهور في ذكر الأنبياء والمرسلين ، حيث يقول سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : وأربعة من العرب : هود وصالح وشعيب
__________________
(١) أيوب ٢ / ١١ ، حسن ظاظا : الفكر الديني الإسرائيلي ص ٥٥ ، وكذا F. Voltaire, Dictionnaire PhilosoPhique Paris ـ Garnnier, ٢٦٠ ـ ٢٥٧.p ، ١٩٥٤.
(٢) حسن ظاظا : المرجع السابق ص ٥٦.
(٣) جواد علي : المرجع السابق ١ / ٦٣١ ، قاموس الكتاب المقدس ١ / ١٤٨ ، وكذا J. Hastings, A Dictionary of the Bible, P. ٤٦٩ ، ٢٠٠.