إنما كان على فلسطين والأردن ، كما جاء في مروج الذهب (١).
ولعل من الجدير بالإشارة أن فينيقيا كانت ـ وخاصة على أيام «حيرام» (٩٨٠ ـ ٩٣٦ ق. م) الذي عاصر داود وسليمان وكان ذا نشاط كبير في الاقتصاد والفن والعمارة في إسرائيل ـ دولة مستقلة ، وليست هناك أية إشارة في التوراة أو الوثائق التاريخية إلى أن حيرام كان خاضعا لداود ، كما أن هناك ما يشير إلى محاولة داود توطيد علاقاته بحماة من أقصى الشمال ، فضلا عن الفلسطينيين في الغرب ، وأن السيطرة الإسرائيلية على أيام داود لم تكتمل بالاستيلاء على كل فلسطين ، وحتى الجزية ، فيما يبدو ، لم تكن ترسل إلى القدس ، أضف إلى ذلك أن الفلسطينيين الجنوبيين قد وضعوا أنفسهم ، راغبين لا مكرهين ، تحت حماية فراعين مصر الشماليين في تانيس ، والذين كانوا يتبعون سياسة نشطة في فلسطين في تلك الأيام ، حتى إن «شيشنق ، مؤسس الأسرة الثانية والعشرين ، عند ما غزا يهوذا بعد موت سليمان عليهالسلام ، لم يذكر المدن الفلسطينية ، مما يدل على أنها كانت تحت الحكم المصري من قبل» (١).
ومن ثم يذهب «هربرت ويلز» إلى أن أرض الميعاد (المزعومة) لم تقع يوما ـ ولن تقع ، في قبضة العبرانيين ، هذا فضلا عن أن ما وطد ملك داود ، وهيأ له شيئا من الاتساع ، أن أمور مصر كانت في عهده مرتبكة ، فخفت هيمنتها على فلسطين وبلاد الشام ، وكانت أمور آشور مرتبكة كذلك ، وقد منح هذا كله لداود عليهالسلام شيئا من الحرية والنشاط وممارسة السيادة (٢).
__________________
(١) ج. كونتنو : الحضارة الفينيقية ـ ترجمة محمد عبد الهادي شعيرة ص ٧١ ، وكذاH.R.Hall ,Op ـ cit ,p. ٤٣١.
(٢) H.G.Wells ,the outline of History ,London , ٢٧٩.p ، ١٩٦٥.