يعيرون المظهر الأخير أية أهمية خاصة ، وإنما كانوا يعتبرون أنفسهم جميعا خلفاء محتملين للعرش ، طبقا لترتيب أعمارهم (١).
وهناك في التوراة قائمة بستة أبناء ولدوا في حبرون ، أثناء فترة ملكية داود على يهوذا وهم «وكان بكره أمنون من أخينو عم اليزرعيلية ، وثانية كيلاب من أبيجايل ، والثالث أبشالوم ابن معكة بنت تلماي ملك جشور ، والرابع أدونيا بن جحيث ، والخامس شفطيا بن أبيطال ، والسادس يثر عام من عجلة» (٢) ، ولكن نظرا لأن داود كانت له زوجتان ، على الأقل ، تعتبران أقدم من الأخريات (أخينوعم وأبيحايل) ، وطبقا لرواية التوراة في صموئيل الأول (٢٥ ـ ٤٣) فربما كان البعض من هؤلاء الأبناء أكبر قليلا من الآخرين ، وأن القائمة السابقة كانت إضافة لإحصاء أبناء داود الذين ولدوا في أورشليم (٣) ، وهم طبقا لرواية صموئيل الثاني (٥ ـ ١٦) : شموع وشوباب وناثان وسليمان وبيجار واليشوع ونافج ويافيع والبشمع والبداع واليفلط».
هذا ويوصف «أمنون» صراحة في سفر صموئيل الثاني (٣) بأنه ابن داود البكر ، ومن ثم فقد اعتبر نفسه ، كما اعتبره إخوته كذلك ، وليا للعهد أو الملك القادم ، غير أنه لم يكن حكيما بما فيه الكفاية ، كما لم يكن كريما ولا عفيفا ، وطبقا لرواية التوراة في صموئيل الثاني (إصحاح ١٣ ـ ١٤) فقد اعتدى على أخته غير الشقيقة ، مما دفع أبشالوم إلى أن يثأر لعرض شقيقته «تامار» فيقتله ، ثم هرب عند أخواله في جشور ، وبقي هناك ثلاث سنوات (٤) ، ومن ثم فقد أصبح كيلاب الابن الثاني لداود وليا للعهد ، ولكنه
__________________
(١) M.Noth ,Op ـ cit ,p. ٢٠٠
(٢) صموئيل ثان ٣ / ٢ ـ ٥.
(٣) M.Noth ,Op ـ cit ,p. ٢٠٠
(٤) انظر عن قصة أمنون وأخته ثامار (صموئيل ثان ١٣ / ١ ـ ٣٩ ، محمد بيومي مهران : إسرائيل ٣ / ٢١١ ـ ٢١٣).