واستثقل بعض التميميين والكلبيين ضمة عين «فعل» فى المضاعف ؛ فجعلوا مكانها فتحة فقالوا : «جدد» (١) و «ذلل» بدل : «جدد» و «ذلل».
ومن أمثلة جمع الكثرة : «فعل» :
والقياسى منه ما كان لـ «فعلة» ـ اسما ـ كـ «غرفة» و «غرف» ، و «عدّة» و «عدد» و «عروة» و «عرى».
أو لـ «فعلى» ـ أنثى «أفعل» ـ كـ «الكبرى» و «الكبر» ، و «الأولى» و «الأول» ، و «الأخرى» و «الأخر» ، و «العليا» و «العلى».
وشذ فيما سوى ذلك كـ «فقر» و «فقر» ، و «نقوق» و «نقق» ، و «رجل بهمة» و «رجال بهم» ، و «رؤيا» و «رؤى» ، و «نوبة» و «نوب» ، و «قرية» و «قرى» ، و «تخمة» و «تخم».
وعلامة جمعية «فعل» ـ الذى له واحد على «فعلة» ـ ألا يستعمل إلا مؤنثا ؛ نص على ذلك سيبويه (٢) ، رحمهالله تعالى.
فـ «رطب» عنده : اسم جنس ؛ لقولهم : «هذا رطب» و «أكلت رطبا طيبا».
و «التّخم» عنده : جمع ؛ لأنه مؤنث.
وحكى ابن سيده (٣) فى «نفساء» : «نفسا» بالتخفيف ، و «نفّسا» بالتشديد.
والفقر : الجانب.
ومن أمثلة الكثرة : «فعل» :
والقياسى منه : ما كان جمعا لـ «فعلة» كـ «كسرة» و «كسر» ، و «حجّة» و «حجج» ، و «مرية» و «مرى».
ورآه الفراء مطردا فى «فعلى» كـ «ذكرى» و «ذكر» ؛ لأن المؤنث بالألف شبيه بالمؤنث بالتاء إذا كان ما قبلهما على زنة واحدة ، وقد أجرتهما العرب مجرى واحدا فى مواضع منها : قولهم فى «فعلة» و «فعلى» : «فعل» كـ «غرفة» و «غرف» ، و «أخرى» و «أخر» ، وقولهم فى «فاعلة» و «فاعلاء» : «فواعل» كـ «سالفة» و «سوالف» ، و «قاصعاء» و «قواصع» ، فإذا أجرى «فعلى» مجرى «فعلة» لم يكن بدعا ، ولم يعدم نظيرا.
__________________
(١) جدد : وجه الأرض. ينظر : اللسان (جدد).
(٢) قال سيبويه : (والفعلة) تكسر على (فعل) إن لم تجمع بالتاء ، وذلك قولك : تخمة وتخم ، وتهمة وتهم ، وليس كرطبة ورطب ، ألا ترى أن الرطب مذكر كالبر والتمر ، وهذا مؤنث كالظلم والفرق. ينظر : الكتاب ٣ / ٥٨٢.
(٣) ينظر : المخصص ١ / ٢١.