وشذ ضم الأول مع كسر الثانى فى «دئل» : لدويبة ، و «رئم» : للسه (١) ، و «وعل» : للوعل.
واستمر الإهمال فى «فعل» ؛ لأن الخروج من كسر إلى ضم أثقل من العكس.
وقد ذكر ابن جنى أن بعض القراء الشواذ (٢) قرأ : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ) ووجهها بأن قال (٣) :
«أراد أن يقرأ بكسر الحاء والباء فبعد نطقه بالحاء مكسورة مال إلى القراءة المشهورة فنطق بالباء مضمومة».
وهذا التوجيه لو اعترف به من عزيت القراءة إليه ، لدل على عدم الضبط ، ورداءة التلاوة ؛ ومن هذا شأنه لم يعتمد على ما يسمع منه ؛ لإمكان عروض أمثال ذلك منه.
(ص)
وللرّباعى إن يجرّد (فعلل) |
|
و (فعلل) و (فعلل) و (فعلل) |
كذا (فعلّ) وقليل (فعلل) |
|
وربّما استعمل أيضا «فعلل» |
لذاهب يحجّ بيت المقدس |
|
ذى منقل ، وبرجد ، وبرنس |
(ش) «فعلل» كـ «صعلب» ، و «فعلل» كـ «زبرج» : للذهب ، والسحاب الرقيق ، و «فعلل» كـ «دملج» ، و «فعلل» كـ «قلفع» : للطين اليابسة المتقلع ، و «فعلّ» كـ «فطحل» : وهو اسم لدهر قديم ، قال بعضهم : هو اسم زمن خروج نوح صلىاللهعليهوسلم من الفلك ، وقيل غير ذلك.
و «فعلل» كـ «طحلب» (٤) ، وهذا المثال صحيح من جهة النقل برواية الأخفش (٥) ، وأهل الكوفة ، لكنه لم يثبت فى شىء مما نقلوه فتح إلا والضم فيه مسموع ، بخلاف «فعلل» بضم اللام فإن أكثره لم يسمع فيه فتح كـ «برثن» : للمخلب ، و «عرفط» :
__________________
(١) السّه : العجز أو حلقة الدبر. القاموس (سته).
(٢) هو مالك الغفارى. ينظر : المحتسب (٢ / ٢٨٦).
(٣) عبارة ابن جنى : وأما الحبك ... فأحسبه سهوا ، وذلك ؛ لأنه ليس فى كلامهم (فعل) أصلا ، ... أو لعل الذى قرأ به تداخلت عليه القراءتان ، ... فكأنه كسر (الحاء) يريد (الحبك) ، وأدركه ضم الباء على صورة «الحبك ... «. المحتسب (٢ / ٢٨٧).
(٤) الطحلب : خضرة تعلو الماء المزمن. القاموس (طحلب).
(٥) قال ابن جنى ... : امتناعهم أن يأتوا فى الرباعى بمثال فعلل ، وفعليل ، وفعلل. فى غير قول أبى الحسن. الخصائص (١ / ٦٨).