تصل إلينا. ولم يردنا إلا بعض النتف منها. فانعدمت لما انتابته من ثورات وكوارث ، أو بقيت في زوايا النسيان والإهمال حتى هلكت. جاءتنا أكثر وقائعه من طريق المجاورين والأجانب عنا أو البعيدين فلم يذكروا سوى ما له ارتباط بحوادثهم ، أو مساس بأوضاعهم. ولم يردنا عن رجال هذا المحيط إلا النزر القليل. والمؤرخون العراقيون قليلون وربما صاروا مرجعا في بعض حوادثه ، وأكثرهم أيام تيمور ، وغالبهم عجم ، أو ترك ، والمصريون والسوريون بعيدون ولكنهم كتبوا كثيرا عن هذه الأيام ، ودونوا ما يهمهم ذكره دون خصوصيات العراق إلا عرضا أو ما وصلهم خبره وفي كل أحوالهم نجدهم يتألمون لمصاب العراق على طول المدى وشقة البعد ويستطلعون أبناءه دائما ويدونون ما وصلهم.
وعلى كل حال نذكر المراجع التالية ، ونشير إلى المآخذ الأخرى خلال الحوادث إذ لا نرى طائلا وراء بيان جميع ما عولنا عليه ، أو اعتمدنا من المآخذ.
بزم ورزم :
مؤلف في الفارسية لعزيز بن أردشير الاسترابادي طبع في استانبول سنة ١٩٢٨ في مطبعة الأوقاف وفيه مطالب قيمة عن العراق بهذا العصر الذي نكتب عنه ، والمؤلف كان نديم السلطان أحمد الجلايري. استطرد في بعض المواطن إلى ذكر العراق وإن كان موضوعه خاصا بالقاضي برهان الدين السيواسي. وأورد صاحب عجائب المقدور اسم المؤلف بلفظ (عبد العزيز) ومثله جاء في كشف الظنون. وفي الكتاب اسم المؤلف ووالده وبلده بالوجه المشروح وكان في صباء جاء إلى بغداد وقضى شبابه فيها ولما ورد تيمور بغداد في ٢٠ شوال سنة ٧٩٥ ه وضبطها فر المؤلف والسلطان أحمد إلى أنحاء المشهد (النجف الأشرف) وقد وافى المشهد ثلة منهم فقبضوا على المؤلف وجاؤوا به