إلى الحلة وسلموه إلى ميران شاه (ابن الأمير تيمور) فعطف عليه ولطف بحياته فبقي مدة عنده ، ولم يقف الجيش عند بغداد فتوجه نحو ديار بكر فانتهز الفرصة ليلا من بين ماردين وآمد وفر إلى صور ومن هناك إلى سيواس فوصلها في ١١ شعبان لسنة ٧٩٦ ه ـ ١٣٩٤ م فنال كل رعاية من السلطان برهان الدين وكان قد أمره السلطان بكتابة تاريخ هو «بزم ورزم». وأن ابن عربشاه لم يتعرض للصلة بينه وبين السلطان أحمد الجلايري في حين أنه يشير إلى أن السلطان أحمد بعد أن جلس على تخت السلطنة قتل في أمرائه المعروفين ومن هم تربية السلطنة وأعيان رجالها الواحد بعد الآخر واتصل بجمع من الأجلاف وأصحاب السفاهات والدنايا فكان نديمهم ، اتخذ أمراء من الأوباش ومن لا يعرف. فاضطربت الأحوال وتشوشت الأمور. وفي أول الأمر هاجم توختامش تبريز سنة ٧٨٧ ه ـ ١٣٨٦ م في ذي الحجة فدمرها وقتل منها خلقا عظيما ثم هاجمها بعد تسعة أشهر فاتح آخر وقاهر أعظم فقضى على البقية وهو تيمور لنك فكان سيل تقدمهم جارفا فخربوا إيران ، وأضروا بالخلق إضرارا بالغا فاضطر السلطان أحمد أن يترك تبريز فالتجأ إلى بغداد. ولكنه وهو في هذه الحالة لم يتنبه ولم يؤدبه الزمان وإنما استمر فيما كان فيه من سوء الحالة ومصاحبة الأشرار والأنذال ولم يعتبر بما جرى فكان المؤلف يأسف لما وقع منه ولما هو دائب عليه ، وكان في نيته أن يأتي إلى السلطان برهان الدين ، ولم يرض من سوء إدارة السلطان أحمد وإنما كان من المتذمرين الناقدين.
قدم هذا الكتاب إلى السلطان برهان الدين بعد أن ورد إليه سنة ٧٩٦ وبقي عنده إلى سنة ٨٠٠ ه ثم إنه بعد ذلك سار إلى مصر ، وعاش في القاهرة ، وكان متبحرا في الآداب العربية ومتأثرا بها وله شعر فائق في العربية والفارسية. فحط رحاله هناك بعد أن رأى من المصائب ضروبا ومن الأرزاء أنواعا.