وإن صاحب عجائب المقدور قد أثنى عليه وعده من عجائب الدهر ، ورجح كتابه بزم ورزم على تاريخ العتبي وإن نظمي زاده مرتضى قد بين أن له ديوانا عربيا وآخر فارسيا إلا أنه لا يعرف طريق توصله إلى هذا ولعله استفاد ذلك من قول صاحب عجائب المقدور.
وهذا ما قاله عنه ابن عربشاه :
«ثم إن الشيخ عبد العزيز (عزيز) هذا بعد لهيب هذه الثائرة انتقل إلى القاهرة ولم يبرح على الأبراح ومعاقرة راح الأتراح حتى خامرته نشوة الوجد فصاح وتردى من سطح عال فطاح ومات منكسرا ميتة صاحب الصحاح» ا ه.
وأما مرتضى آل نظمي فإنه أشار إلى أنه كان مقبولا عند الأكابر ، ومرغوبا لدى الأفاضل ، فمضى أوقاته بهذه الصورة إلا أنه كان مبتلى بالشرب. ولما كان شاربا ثملا سقط من مكان عال فهلك وانتقل إلى الدار الآخرة.
والكتاب يبين عن خبرة واطلاع في الأدبين العربي والفارسي نثرا ونظما وأنه كان ذا قدرة على البيان وبين ما أورده من الشعر ما هو من قوله ونظمه سواء كان عربيا أو فارسيا وكان أول وروده إلى السلطان برهان الدين مدحه بقصيدة عربية وأن تحصيله كان عربيا ونشأته في العراق فكانت تغلب عليه العربية أكثر من الفارسية واهتمامه بها أزيد إلا أن القوم لا يعرفون العربية وكانوا أقرب للتأثر بالآداب الفارسية فاضطر أن يكتبه باللغة الفارسية وكانت معاملات القوم ومحرراتهم فارسية فاللغة المعروفة هناك الفارسية. ولم يشر المؤلف إلى أنه كان يعرف التركية ولكن التأليف يشعر بقدرة وإتقان علمي أدبي لهذا الرجل ، وهكذا يقال عن معرفته بالفلك وتعبير الرؤيا ، وأنه مختص بهما ، أما التصوف فنجده متأثرا بالقسم الغالي منه ويطري جلال الدين الرومي ، ويثني على الشيخ محيي الدين.