والملحوظ أن هذا الأثر لا تنكر علاقته بالعراق ، وأنه متأثر بآدابها في ذلك العصر ، وإننا نستطيع أن نعرف عقلية المتعلمين من أكمل رجل منهم ، وتاريخ السلطان أحمد ولو بنظرة عامة وبصورة إلمامة من رجل عراقي. يميط اللثام عن وجه الحقائق فتخرج ناصعة المحيا ، وقد طبع على نسخة أيا صوفية المرقمة ٣٤٦٥ مع مقابلته بنسخ أخرى خطية وهذه النسخة مكتوبة بخط خليل بن أحمد الخطاط المشهور الذي كتب بخطه ديوان القاضي برهان الدين ومنه نسخة في المتحفة البريطانية ومنه نسخة في الأندرون ، وأخرى في مكتبة أسعد أفندي ، ونسخة في مكتبة راغب باشا. وقد برز بوضعه الصحيح ونال تدقيقا زائدا ، وهو وإن كان يخص غير العراق فما ذكره عن العراق كان عمدة فيه ، وصاحب خبرة ومعرفة ، ومعولنا كان على المطبوع المذكور.
ولو كنا عثرنا على ديوان عربي أو فارسي للمؤلف لعلمنا شيئا كثيرا عن قطرنا المحبوب كما علمناه من ديوان سلمان الساوجي ، ولا طلعنا على وقائع تأثر بها الرجل تدعو لكشف المجهول. ولعل التنقيب والتتبع يؤديان إلى الغرض.
عجائب المقدور في نوائب تيمور :
وهذا من أقدم المراجع الخاصة ، لأحمد بن محمد بن عبد الله بن عربشاه المتوفى عام ٨٤٥ ه ـ ١٤٤٢ م وكان قد ولد سنة ٧٩١ ه ـ ١٣٨٩ م ويعرف بالعجمي أيضا ، وعليه الاعتماد في وقائع هذا الفاتح لدى كافة المؤرخين. أوضح حوادثه حتى خصوصياته وأحواله النفسية كأنه من مدوني وقائعه والملازمين له.
ولا نجد الفرق كبيرا بين ما ذكره ، وما كتبه مؤرخو دولته ، وإنما يصلح للمقارنة ، والمقايسة مع مباحث أولئك وما سجله فهو من الوثائق المعارضة. قال المؤلف في مقدمة كتابه :