الجسر النافذ إلى الجانب الشرقي من البلد الممتد من مسناة الجسر إلى القهوة الشهيرة بقهوة زنبور فيه ضيق على المجتازين بسببه يحصل ازدحام ومشقة للمارين خصوصا من ضعف منهم كالصبيان والشيوخ والزمنين ، وسبب ذلك أنه جادة واحدة ليس لها ثانية ، ويقابله من طرف الجسر الآخر الغربي ثلاث طرق متحاذية متباينة ، فطلبوا منه أن يعرض هذا الحال لحضرة الوزير ... داود ... ويرجو منه أن يفتح بابا للجسر آخر ، ويجعل داخل الباب طريقا عاما يسلك منه الصغير والكبير فيكون في ذلك تيسير للسالكين وأن يفتح الباب من مكان في حذاء الجسر هدمت عمارته وهو الآن خراب ليس فيه منفعة دنيوية ولا مصلحة أخروية ، ومع ذلك فهو مأوى المفسدين والزناة والفسقة. وبعد الإلحاح على القاضي أجابهم معتذرا بأنه لقرب عهده لم يميز أمور البلد الخيرية عن الشرية. وفي اليوم الثاني جاءه أعيان العلماء بأجمعهم وبينهم مفتي الحنفية محمد أسعد أفندي ، ومفتي الشافعية عبيد الله أفندي ، والسيد محمود أفندي نقيب الأشراف فالتمسوا منه أن يعرض الحال على الوزير الذي منذ جلس على تخت المملكة باشر بتعمير الجوامع والمساجد والقناطر والجسور. فذهبوا جميعا إلى المكان لرؤيته ، ومشاهدة الازدحام وما فيه من الأذى ... ومن ثم تحققت له المنفعة فعرض حينئذ الحالة على حضرة الوزير ... فلما اطلع الوزير على إعلام حاكم الشرع الشريف وعلم أن في ذلك مصلحة شرع في عمارة الباب والطريق العام. وعمر عمارات في رأس الطريق فجعل قهوة مشرفة على الدجلة العظمى وخانا للتجار و٢٦ دكانا ، ودكة صراف وكرخانة يحمس فيها قهوة البن تسمى بالتحميس ، وكرخانة أخرى يعمل فيها الخبز وبنى بحذاء الطريق (جامعا) حسنا في داخله مدرستان وحجر كثيرة لسكنى طلبة العلم .. وفي طرفيه مأذنتان. ثم إن حضرة الوزير .. لما فرغ من هذه العمارات وقفها على (جامع الآصفية) الذي أنشأه وعدد شروط الوقف ومصارف الجامع والمدرستين.