بغداد لمسافة أربع ساعات فقد كسر سد (قورج) وقطع الطريق فلم يتمكن السلطان من الاستيلاء على البلد ومضت أيام والوضع في توقف ولم يتيسر الأمر ومن ثم أمر السلطان جماعة من أمرائه أن يذهبوا إلى النعمانية ويحصلوا على سفن. وفي هذه الأيام وافى لخدمة الملك قرا محمد حاكم واسط وسارع بإمداد السلطان وقدم له سفنا كثيرة فتمكن من العبور والاستيلاء على بغداد وألقى القبض على الخواجة مرجان بالوجه المذكور.
والخواجة مرجان كان طواشا (١) ، رومي الأصل ويلقب بأمين الدين ابن عبد الله بن عبد الرحمن الأولجايتي نسبة إلى السلطان أولجايتو (محمد خدابنده) أحد سلاطين المغول وكان من مماليكه ... ومن المقطوع به أنه لم يرجع إلى ولاية بغداد ثانية إلا بعد مدة. وبيانه في نص الوقفية يشعر بمجمل حياته .. والأمراء أساس الفتن ومنبع الغوائل ، وهم الذين اضطروه على القيام فلم يره صالحا للحكم إذ تحقق ضعف نفسه. وفي هذه الوقعة قتل السلطان من أمرائه كيخسرو ، وشيخ علي ، ومحمد بيلتن ، وعلي خواجة وجماعة آخرين كان قد ارتاب فيهم ... ولهذه دخل على ما يظهر في أصل الحادث (٢).
وللخواجة سلمان الساوجي قصيدة في هذه الوقعة ذكرها صاحب روضة الصفا ومثبتة في ديوانه وفي كتاب سلمان الساوجي لرشيد ياسمي (٣).
__________________
(١) في لغة جغتاي «تواشي» يطلق على رئيس الخدم ، أو رئيس خدم البلاط الداخلي ، أو آغا الحرم ، ومخرج التاء قريب من مخرج الطاء فعرب إلى «طواشي».
(٢) تاريخ مفصل إيران ص ٤٥٧ وروضة الصفا ج ٥ ص ١٧١ ، وكلشن خلفا ص ٤٩ ـ ١ ، والغياثي ص ١٨٢.
(٣) سلمان ساوجي ص ١١٣.