فقسم بين العسكر الذين صحبته واستتبوا هم في الاستبعاد في ذلك البلد وما حوله ، فأطاعوه وعصوا على السلطان فاتفق في تلك الأيام موت السلطان حسين المذكور ، وقام بعده ولده غياث الدين في المملكة فجهز إلى اللنك عسكرا كثيفا فلم يكن له بهم طاقة ففر منهم إلى أن اضطروه إلى نهر جيحون فترجل عن فرسه وأخذ معرفتها بيده ودلج النهر سابحا إلى أن قطعه ونجا إلى البر الآخر فتبعه جماعة من أصحابه على ما فعل وانضموا إليه ، وتبعهم جمع كانوا على طريقتهم الأولى فالتفوا عليه وقصدوا نخشب (مدينة حصينة) فطرقوها بغتة فقتل أميرها واستولى اللنك على قلعتها واتخذها حصنا له فلجأ إليه ، ثم توجه إلى بدخشان وبها أميران من جهة السلطان وكانا قريبي العهد بغرامة ألزمهما بها السلطان لجناية صدرت منهما فكانا حاقدين عليه فانضما إلى اللنك فكثر جمعه واتفق في تلك الأيام خروج طائفة من المغل على قمر خان صاحب هراة فجمع لهم والتقوا فهزموه فبلغ ذلك اللنك فسار إليهم وصاروا على كلمة واحدة فتوجه صاحب هراة إلى بلخ وتوجه اللنك بمن معه إلى سمرقند فنازلها فصالحه النائب بها واسمه (علي شير) على أن تكون المملكة بينهما نصفين ، فأقر بسمرقند وتوجه إلى بلخ فتحصن السلطان منه فحاصره إلى أن نزل إليه بالأمان فقبض عليه وتسلم البلد ورجع إلى سمرقند فدخلها آمنا وذلك في أوائل هذه السنة (سنة ٧٧٣ ه) فأقام رجلا من ذرية جنكز خان يقال له صرقتمش. وكانت السلطة يومئذ قد أنهيت إلى طقتمش خان بالدشت وتركستان وذلك بعد مجاهدات عظيمة ووقائع وبيلة كان تيمور لنك قد ساعده في غالبها ... ولكن تيمور لنك انقلب عليه في وقائع لها مساس في العراق على ما سيوضح .. وقد جعل صاحب الأنباء وقعة انتصاره على طقتمش في حوادث هذه السنة وليس بصحيح ...
وعلى كل استولى اللنك على ممالك كثيرة ، فبلغه ما اتفق