«والتاريخ الذي فاق على سائر التواريخ وهو عمدة تاريخي (عقد الجمان) هذا الذي جمعته وزدت عليه من غيره ...» ا ه.
وتاريخه عمدة ومعول المؤرخين بعده ... وكنا نظن أن هذه العصور لم يكتب فيها أحد مفصلا سوى مؤرخي العجم ولما رأينا تواريخ الذهبي وابن كثير والعيني والمقريزي وابن تغري بردي وأضرابهم قطعنا في السبق لمؤرخي العرب على غيرهم وهي مرجع سائر المؤرخين ...
٣ ـ شمس الدين محمد الموصلي :
هو شمس الدين محمد بن محمد بن عبد الكريم بن رضوان الموصلي الشافعي نزيل دمشق ولد على رأس القرن وكتب الخط المنسوب ونظم الشعر فأجاد وكان أكثر مقامه بطرابلس ثم قدم دمشق وولي خطابة يلبغا واتجر في الكتب فترك تركة هائلة تبلغ ثلاثة آلاف دينار قال ابن حبيب عالم علت رتبته الشهيرة ، وبارع ظهرت في أفق المعارف شمسه المنيرة ، وبليغ تثني على قلمه ألسنة الأدب ، وخطيب تهتز لفصاحته أعواد المنابر من الطرب ، كان ذا فضيلة مخطوبة وكتابة منسوبة ، وجري في الفنون الأدبية ، ومعرفة بالفقه واللغة العربية ، وله نظم المنهاج ونظم المطالع وعدة من القصائد النبوية وهو القائل في الذهبي لما اجتمع به :
ما زلت بالطبع أهواكم وما ذكرت |
|
صفاتكم قط إلا همت من طربي |
ولا عجيب إذا ما ملت نحوكم |
|
والناس بالطبع قد مالوا إلى الذهب (ي) |
تصدر بالجامع الأموي وولي تدريس الفاضلية بعد ابن كثير. وقد أطنب العيني في ترجمته في المجلد الثالث والعشرين من عقد الجمان ، وفي الأنباء في المجلد الأول منه.