وسمع من مشايخها ، ورحل إلى دمشق بأولاده فأسمعهم بها وبالحجاز والقدس وجلس للإقراء بدمشق ، وانتفع به ، وخرج لنفسه معجما وكان ذا خير ودين وعفاف (١) ...
٢ ـ ابن كثير المؤرخ :
هو عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البصري (البصروي) ثم الدمشقي الفقيه الشافعي ولد سنة ٧٠٠ ه ، وتفقه بجماعة ، وانتهت إليه رئاسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير وهو القائل :
تمر بنا الأيام تترى وإنما |
|
نساق إلى الآجال والعين تنظر |
فلا عائد ذاك الشباب الذي مضى |
|
ولا زائل هذا المشيب المكدر |
ومن مصنفاته التاريخ المسمى (بالبداية (٢) والنهاية) والتفسير (٣) واختصر تهذيب الكمال وأضاف إليه ما تأخر في الميزان سماه التكميل ، وطبقات الشافعية وله سيرة صغيرة وغير ذلك وتلامذته كثيرون منهم ابن حجي وقال فيه : «احفظ من أدركناه لمتون الأحاديث وأعرفهم بجرحها ورجالها وصحيحها وسقيمها وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك وما أعرف أني اجتمعت به على كثرة ترددي إليه إلا واستفدت منه» وكانت له خصوصية بابن تيمية ومناضلة عنه توفي في شعبان ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية رحمه الله تعالى (٤) وكان العيني صاحب عقد الجمان ينقل من تاريخه كثيرا وترجمه ترجمة واسعة. قال عنه عند ذكر مؤلفاته :
__________________
(١) الأنباء في حوادث هذه السنة ج ١ والدرر ج ١ ص ١٣٠ ، والشذرات ج ٦.
(٢) طبع سنة ١٣٥٢ ه ولم يتم طبعه ، صدر منه خمس مجلدات فقط.
(٣) طبع مرات وأثنى ابن تيمية على تفسيره هذا ثناء عاطرا في فتاواه المطبوعة.
(٤) الشذرات ج ٦ والأنباء ج ١ حوادث هذه السنة.