والعربية ، والخط المغولي. وكان يقال له ملك الكلام في اللغات الثلاث ، واستمر في تجواله إلى بلاد الدشت وسراي ، ثم جاء إلى قرم ، ثم قطع بحر الروم (البحر الأسود) إلى مملكة العثمانيين فأقام بها نحو عشر سنين ، وباشر عند سلطانها ديوان الإنشاء ، وكتب عنه إلى ملوك الأطراف. فبالعجمي لقرا يوسف ونحوه ، وبالتركي لأمراء الدشت وسلطانها ، وبالمغلي لشاه رخ وغيره ، وبالعربي للمؤيد شيخ. ثم رجع إلى وطنه القديم فدخل حلب ، ثم الشام وقد أطنب صاحب الضوء اللامع في ترجمته وبيان مؤلفاته ومن بينها (فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء) ، وكان ممن شاهده ونقل عنه (١).
غلب على المؤلف الأدب والسجع ، واستعمل ألفاظ الذم والتزم التنديد بتيمور وشتمه بما شاء. وكل هذا لم يقلل من شأن الكتاب فلم ينحرف عن تثبيت الواقع وتدوين الصحيح قدر وسعه واستطاعته. بالرغم من كرهه لتيمور والسخط عليه. وكم بينه وبين شرف الدين اليزدي من التخالف في الفكرة ؛ فيرى هذا أن وجود تيمور نعمة ، وذاك يعده نقمة.
طبع الكتاب في أوروبا ومصر مرارا إلا أن الطابعين لم يراعوا فيه الاعتناء في صحة إعلامه ومع كل هذا نال مكانة وحظا وافرا من الاهتمام لدى مؤرخين تالين له. لخصه المقريزي ، ونقل عنه مؤرخون لا يحصون حتى عصرنا وترجم إلى التركية. ولا يسع المقام بيان ترجمة المؤلف بإسهاب فلها موطن غير هذا.
تاريخ تيمور لنك :
لمرتضى البغدادي من آل نظمي والمؤلف هو صاحب كلشن خلفا ، وذيل سيرنابي. وقد أوضحت عنه في لغة العرب ووصفت مؤلفاته وهذا
__________________
(١) الضوء اللامع : ج ٢ ص ١٢٦.