والغياثي اعتمد الدرر في تاريخ سلطنته كما أشرنا إلى ما قاله في هذا الباب. وفي حبيب السير أنه ذو نصفة وحصل على السلطنة بالاستحقاق وله رأفة بالأهلين وحب زائد بهم وموصوف بالعدل والتفاته واهتمامه بأهل الفضل والعلم كبير جدا وكذا بالشعراء وهو عالي الهمة ، جعل المملكة في أمن وأمان وراحة وطمأنينة كما أنه بما كان له من المآثر والميزة على غيره تمكن من ضبط العراق وآذربيجان ضبطا تاما فكانت إدارته قويمة ... وعلى كل امتدت سلطته وسطوته إلى ما وراء حدود مملكة أبيه فاستطاع أن يضم إلى ما وصل إليه من أبيه ممالك أخرى ودامت سلطنته نحو عشرين سنة (١).
وجاء في روضة الصفا أنه مرض أواخر ربيع الآخر سنة ٧٧٦ ه بمرض صعب وتوفي في التاريخ المذكور آنفا ، وقبل وفاته كان قد استوصى الأمراء السلطان فيمن يخلفه وكان قد جاء إليه أركان دولته والقاضي الشيخ علي والخواجة كحجاني فحضروا عنده واستطلعوا رأيه فقال السلطنة بعدي للسلطان حسين وولاية بغداد للشيخ حسن أخيه الأكبر فأبدوا أنه لا يطيق الصبر على ذلك ولا يتحمل هذه فأحال الأمر إليهم فاتخذوا هذه الإشارة وسيلة للقبض على الشيخ حسن وتقييده ثم إن السلطان صار لا يقدر على الكلام وفي اليوم التالي في الليلة التي مات فيها السلطان قتل الشيخ حسن المذكور وجاء في عقد الجمان :
«توفي القاآن أويس بن الشيخ حسن بن حسين بن اقبغا بن ايلكان صاحب تبريز وبغداد وما أضيف إليهما. توفي في هذه السنة (سنة ٧٧٦ ه) وكان رأى في المنام قبل موته أنه يموت يوم كذا وكذا فخلع نفسه من الملك وولى عوضه في تبريز وبغداد ولده الأكبر الشيخ حسين واعتزل هو وصار يتشاغل بالصيد ويكثر من الصلاة والعبادة إلى الوقت الذي عينه لهم فمات
__________________
(١) حبيب السير ج ٣ جزء أول ص ٨١.