تاريخا سماه (مواهب إلهي) أو المواهب الإلهية ... وفي كشف الظنون ألفه سنة ٧٥٧ ه والصحيح أن حوادثه تمتد إلى سنة ٧٦٦ ه. كان أتمه في أواخر أيام مبارز الدين. ولما مات قدمه إلى شاه شجاع في السنة التالية وجعله باسمه وأضاف إليه وقائع تلك السنة ..
وهذا من التواريخ الأساسية للبحث عن هذه الحكومة .. إلا أنه لا يفترق في أسلوبه عن تاريخ وصاف والعتبي فهو مملوء من الاستعارات العجيبة والعبارات الغريبة ، والإطراء الزائد ، والمدح وألفاظ التفخيم ، فطفح من الإغراق في النعوت بحيث ضاعت الفائدة أو كادت ... وباقي المؤرخين المعاصرين وإن كان قد تعرض لذكرهم مثل صاحب تاريخ گزيده ، أو ابن بطوطة ... إلا أنهم لم يستوعبوا أخبارهم ؛ ولا وسعوا في البحث عن تاريخ حكومتهم وإدارتهم. وإنما كان ذلك نصيب (محمود كيتي) فإنه من المعاصرين ، عاش معهم فدون ما يشاهد ، وسجل ما سمع من الثقات ، واستقصى أحوالهم ؛ وحرر وقائعهم من أولها إلى آخرها وأبدى عن ماضيهم الكفاية واستمر في البيان حتى انقراضهم ... كتبه سنة ٨٢٣ ه وسهل به ما جاء مغلقا من كتاب المواهب الإلهية المذكور ، فلم يراع ما راعاه ؛ وإنما استعمل البساطة ، وجعل همه الوقائع وإيضاحها ... أضافه مؤلفه إلى تاريخ گزيده إلا أن النسخة الموجودة عندي من تاريخ گزيده ناقصة الأول والآخر وأما رسالة محمود كيتي فهي كاملة وصحيحة لم يمسها نقص والمطبوع من تاريخ كزيده لا يعتمد عليه لوجود أغلاط كثيرة فيه ... ونسختي الخطية نفيسة جدا وجيدة الورق والخط ، وهذه الحكومة مستوفاة المطالب هناك ولا يطمئن القلب لغيرها ، وصاحبها معاصر القوم وكان أحد موظفيهم ... وما جاء في غيرها فيتحتم التبصر فيه ... ومن الأسف أننا لم نطلع على أحوال المؤلف أكثر مما بينه في مقدمة كتابه والمفهوم منها أنه كان أبا عن جد في خدمتهم ، وأنه قص ما شاهد ، أو علم من الثقات الأكابر كتبها ـ كما