قال ـ على نمط منبسط وطراز منشرح ، فزادت صفحة في التاريخ ، وأضافت ورقة إلى حوادث الأيام ... فصارت خاطرة في دفاتر الأيام والليالي ...
ومن الأمثلة لذلك أنه جاء في تقويم التواريخ أن هذه الحكومة ظهرت عام ٧٣٣ فنرى الاختلاف واضحا بين ما قدمناه وبين ما عينه كاتب چلبي ، وهذا يفسر في تولي الإدارة والدخول في معمعتها أو بالتعبير الأصح الانتساب إلى حكومة المغول وتعهد الوظائف بها ... كان في ذلك التاريخ وأن الاستقلال في الحكومة كان في التاريخ الذي بينه كاتب چلبي فلا تباين بين النصين كما يفهم من خلال السطور ... ولا ننسى أن ابن خلدون والغياثي وغيرهما قد تكلموا عن هذه الحكومة إلا أننا قصدنا الإشارة إلى المراجع المهمة عنها ... لمن أراد التبسط في الموضوع وقد بينا في المجلد الأول بعض الكلمات عنهم بين الحكومات المتغلبة أيام المغول ... وهنا زبدة تعين للقارىء حالتهم ..
أولهم الأمير مبارز الدين محمد (١) هو ابن مظفر بن المنصور ابن الحاجي وجدهم الأعلى من أصل عربي جاء إلى خراسان أيام الفتح وتوطن الحاجي منهم يزد وكان لهذا ثلاثة أولاد أبو بكر ومحمد ومنصور وإن أبا بكر كان من ملازمي علاء الدولة أتابك يزد فاستصحبه معه حينما ذهب مع هلاكو لفتح بغداد وسار بعد تسخير بغداد إلى حدود مصر وقتل هناك في بعض الحروب وأن محمدا قد بقي ملازما الأتابك في يزد فتوفي هناك ولم يعقب وإن منصورا ابن الحاجي كان في خدمة والده في خطة ميبد يزد. ولما مات والده صار مكانه. وكان له ثلاثة أولاد مبارز الدين وزين الدين علي وشرف الدين مظفر. أما علي فلم يعقب. وشرف الدين مظفر نال التفاتا من السلطان أرغون وبعد أن قضى سنين
__________________
(١) الدرر الكامنة ج ٤ ص ٢٦٠.