وقد أوضح صاحب حبيب السير هذه الوقعة فقال إن الأمير إسماعيل جمع إليه بعض الأداني في ولايته على بغداد ولم يدع للشيخ علي اختيارا في أمر من الأمور بل غل يده ودامت هذه الحالة إلى أن كان في يوم جمعة من سنة ٧٨٠ ه ذهب الأمير إسماعيل إلى الجامع فصادفه في طريقه رجل يدعى (مبارك شاه) فضربه بحسام كان معه فأرداه قتيلا وفي الأثناء وبناء على استمداد القتيل خرج من داره الأمير مسعود عم الأمير إسماعيل والأمير زكريا (هو غير والد الأمير إسماعيل) فناداهما فتقدما وحينئذ أسرع مبارك شاه وآخر معه يدعى قرا محمد فقتلاهما فعلم الشهزاده الشيخ علي بالأمر فسر بذلك وقطع رأس الأمير إسماعيل وصلبه في بنايته وأتي إليه برأسه ... فلما وصل الخبر إلى تبريز وعلم أبوه الأمير زكريا حزن على ولده وأصابه ألم عظيم من اغتيال أخيه مسعود أكثر لأنه كان يعلم ما سيحل بابنه ... وكان امرأ طاعنا في السن أما السلطان حسين فقد أصدر منشورا بإيالة بغداد وسلطنتها إلى أخيه الشيخ علي وأرسله إليه وبين له أنه لا يضايقه في حاكمية بغداد فتمكن الشيخ علي في الإمارة وفوض الوزارة إلى عبد الملك التمغاتي وأوصل قاتلي الأمير إسماعيل إلى أوج العز والرفعة إلا أنه رأى أن الأمر لا يستقيم له بهؤلاء فسير وراء (پير علي باوك) من أمرائهم القدماء وكان حاكم تستر من جانب شاه شجاع فطلبه لبغداد وإن الشيخ پير علي باوك جاء إلى بغداد ليتولى زمام أمورها كما أن الشيخ علي تصرف ببغداد وسائر أنحاء العراق مستقلا دون أن تكون له علاقة مع أخيه السلطان ... فلما سمع السلطان حسين وعادل آغا بما جرى لم يوافقهما ذلك ولم يقع هذا الأمر موقع القبول فجهزا الجيوش وفي سنة ٧٨٢ ه نهضا من تبريز وتوجها إلى أنحاء بغداد. أما الشهزاده الشيخ علي وپير علي باوك فقد تيقنا أن لا قدرة لهما في مقابلة الجيش فتركا بغداد وذهبا إلى جهة تستر ... وكان من رأي عادل آغا أن يترك الشيخ پير علي باوك