والعمارة من جهة ، وفي ناحية الثقافة والدين والصحة من أخرى. وكذا أصحاب البر يراعون الثواب فيعملون لصالح الجماعة ...
وبعض الجوامع لا تزال معروفة بأسماء أصحابها من أولئك المؤسسين ، والشهرة محتفظ بها. مما يجعلنا نميل إلى التقريب بينهما ونرى صحة التسمية والنسبة إلى الأشخاص المعروفين الذين ذاع اسمهم في هذا العصر من المشاهير من أقوى الأدلة وللذيوع والشيوع حكمه ..
ومن هذه الآثار :
١ ـ جامع النعماني :
وهذا لا يزال محفظا باسمه ، وسعته تدل على مكانته السابقة وهو الكائن اليوم في شارع الكيلاني (١) ونرى أنه من مؤسسات العالم المشهور حسام الدين النعماني المذكور في وفيات هذه السنة .. ، أو من أحد أصحاب الخير فسماه باسمه تخليدا لذكراه .. والشهرة والتسمية المحفوظة تنطبقان على هذا الجامع ومؤسسه .. وهما من أقوى ما نعول عليه ، فلا مانع من الركون إليهما .. وإن فقدان النصوص لا يمنع من قبول ذلك. وقد اكتفى المرحوم الأستاذ شكري الآلوسي بقوله في هذا الجامع إنه من مساجد بغداد القديمة ، فيه منارة بيضاء مطلة على الطريق ..
واشتهر في هذا البيت تاج الدين (٢) النعماني قاضي بغداد ابن أخي حسام الدين المذكور وهذا توفي عام ٨٣٤ ه خارج بغداد. فزال احتمال بنائه منه ... ولتاج الدين هذا ابن له مكانته أيضا ومن دواعي بقاء هذا الجامع ظهور علماء كثيرين من أسرة واحدة مكنت من بقاء هذا الجامع ودوامه لما ناله علماؤهم من المكانة ...
__________________
(١) وهذا لا علاقة له ب «جامع النعمانية» المذكور في صحيفة ٧٥ من تاريخ مساجد بغداد فإنه من آثار القرن الثاني عشر الهجري ...
(٢) ترجمته في الضوء اللامع ج ٢ ص ٨٢ وابنه في ج ٧ ص ١٦ منه.