التحف والذخائر وقصد تيمور لنك ليدخل في طاعته فقرر ولده شرف الدين أحمد نائبا عنه وسار إلى أن اجتمع به بالرها فقبل هديته وأكرم ملتقاه ورعى له كونه راسله قبل جميع تلك البلاد. ثم خلع عليه وأذن له بالرجوع إلى بلاده وأصحبه بشحنة من عنده ثم قصده صاحب ماردين فتنكر له كونه تأخرت عنه رسله وتربص به حتى قرب منه فوكل به فصالحه على مال فوعده بإرساله إذا حضر المال فلما حضر زاد عليه في التوكيل والترسيل ثم أخذ في نهب تلك البلاد بأسرها. واستولى على بلاد الجزيرة والموصل وسار فيهم سيرة واحدة من القتل والأسر والسبي والنهب والتعذيب. ثم أقام على نصيبين في شدة الشتاء فلما أتى الربيع نازل ماردين في جمادى الآخرة فحاصرها وبنى قدامها جوسق يحاصرها منها ففتحوها عن قرب وقتل من الناس من لا يحصى عددهم وعصت عليه القلعة فرحل عنها ، ثم رحل إلى آمد فحاصرها إلى أن ملكها وفعل بها نحو ذلك. ثم توجه إلى خلاط ففعل بها نحو ذلك.
وسبب رجوعه عن البلاد الشامية أنه بلغه أن طقتمش (توقتامش) صاحب بلاد الدشت والسراي وغيرها مشى على بلاده فانثنى رأيه فقصد تبريز وصنع في بلاد الكرج عادته في غيرها من البلاد ثم رحل راجعا إلى تبريز فأقام بها قليلا ثم توجه قاصدا إلى قتال طقتمش خان صاحب السراي والقفجاق. وكان طقتمش قد استعد لحربه فالتقيا جميعا ودام القتال وكانت الهزيمة على القفجاق والسراي فانهزموا وتبعهم الجقطاي بآثارهم إلى أن ألجأوهم إلى داخل بلادهم وراسل اللنك صاحب سيواس القاضي برهان الدين أحمد يستدعي منه طاعته فلم يجبه وأرسل نسخة كتابه إلى الظاهر صاحب مصر ، وإلى أبي يزيد ملك الروم.
وفي رجب غلب على سائر القلاع وتوجه في ذي القعدة إلى بلاده وأمر بسجن الظاهر بمدينة سلطانية ...