رسل تيمور ـ علاقات عراقية :
وفي هذه السنة وصل رسل تيمور لنك إلى الظاهر (برقوق) يتضمن الإنكار على إيواء أحمد بن أويس والتهديد إن لم يرسل إليه فجهز السلطان إليهم من أهلكهم قبل أن يصلوا إليه ؛ وأحضر إليه ما معهم من الهدايا فكان فيها ناس بزي المماليك فسألهم عن أحوالهم فقالوا إنهم من أهل بغداد ومن جملتهم ابن قاضي بغداد وإن تيمور لنك أسرهم واسترقهم فسلمهم السلطان لجمال الدين ناظر الجيش فألبس ابن قاضي بغداد بزي الفقهاء. وكان في كتاب تيمور لنك إيعاد وإرعاد. وفي أوله :
«قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اعلموا أنا جند الله خلقنا من سخطه ، وسلطان على من حل عليه غضبه ، لا نرق لشاكي ، ولا نرحم عبرة باكي» وهو كتاب طويل وفيه : ودعاؤكم علينا لا يستجاب فينا ولا يسمع فكيف يسمع الله دعاءكم وقد أكلتم الحرام وأكلتم أموال الأيتام ، وقبلتم الرشوة من الحكام ...» (١).
قال صاحب الأنباء : قلت وأكثر هذا الكتاب منتزع من كتاب هولاكو إلى الخليفة ببغداد ، وإلى الناصر بن العزيز بدمشق ، وهو من إنشاء النصير الطوسي.
وكتب جواب اللنك ابن فضل الله (العمري) وهو كلام ركيك ملفق غالبه غير منتظم لكن راج على أهل الدولة وقرىء بحضرة السلطان والأمراء فكان له عندهم وقع عظيم وعظموه جدا وأعادوه (٢) .. وتجهز السلطان إلى السفر ... ودخل دمشق ١٢ جمادى الأولى فأقام بدمشق خمسة أشهر وعشرة أيام واستسر الأخبار يتحقق رجوع اللنك فجهز
__________________
(١) أورده القرماني في أخبار الأول وآثار الدول بنصه ص ٢٠٦.
(٢) جاء نصه في أخبار الدول وآثار الأول صحيفة ٢٠٧ وذكر حضور الرسل في ١٣ صفر سنة ٧٩٩ ه والصحيح ما جاء في الأنباء كما مذكور في الأصل ...