أسلوب كتابه تحدى جامع التواريخ ، ومؤلفات المغول التاريخية الأخرى فاتخذها أساسا ولكنه هذب ونقح ورتب أي أنه عدل في الأساليب ... واختصر وحذف ألفاظ المدح الزائد والثناء الكثير ...
اعتنى الهند والإيرانيون بطبعه عدة طبعات والأوروبيون زاد انتباههم إليه أكثر من غيره فترجموا غالب أقسامه إلى لغاتهم فكان له أكبر وقع في نفوسهم ... وهو في الحقيقة يبصر بالوقائع السابقة ويفصل القول عنها بكل سعة (١) وعندي بضعة أجزاء مخطوطة منه.
حبيب السير :
تأليف غياث الدين خواندمير بن حميد الدين مير خواند المذكور وهذا ممن نشأ على يد الوزير علي شير النوائي ودرس عليه وتخرج في مدرسة عرفانه .. ولد عام ٨٨٠ ه ١٤٧٦ م وتتلمذ على الوزير المشار إليه وقد نبغ في شبابه واشتهر في حياة أبيه بالعلم والعرفان وحصل على مكانة لائقة ...
إن الوزير ساعد هذا الشاب أن يحضر المجالس العلمية. والمناقشات التي تجري في المواضيع المختلفة لما رآه فيه من الكمال والأدب الجم والعلم الواسع ولما هناك من علاقة صحبة مع والده. وقد برهن المترجم صاحب التاريخ على كفاءته ومقدرته العلمية بما أبرزه من المؤلفات النافعة ... إلا أن مجالس الوزير لم تدم طويلا كما أن هراة لم تبق مركز الثقافة ولم يطل أمد علميتها ... فالوزير توفي عام ٩٠٦ ه ١٥٠٠ م فانطفأت تلك الفعالية الفكرية والقدرة العلمية ، وزالت الرغبة .. إذ إن السلطان حسين بايقرا حامي العلم والعلماء توفي بعد خمس سنوات عام ٩١١ ه ١٥٠٥ م فأخذ يتقلص أمر الالتفات إلى
__________________
(١) كشف الظنون ونفس التاريخ للمؤلف وإسلامده تاريخ ومؤرخلر.