التهذيب الفكري رويدا رويدا حتى زالت الرغبة من البين .. فإن خلفاء السلطان لم يهتموا ذلك الاهتمام كما أن الأوضاع السياسية كانت غير مساعدة ... ظهر الشاه إسماعيل فاضطربت الحالة. وساءت الأمور وزال ملك ولديه ميرزا بديع الزمان ، وميرزا مظفر حسين ...
ذلك ما دعا مؤرخنا أن يتأثر للمصاب ، ولما جرى على الحكومة التي حمته ووالده مدة لا يستهان بها. فاختار الانزواء واشتغل بالتأليف. وحينئذ شرع في إكمال الجلد السابع من روضة الصفا تأليف والده فأتمه طبق الأسلوب الذي جرى عليه والده وراعى طريقته في تأليفه ثم اختصره بتمامه باسم (خلاصة الأخبار).
ولم يقف عند هذه المؤلفات وإنما شرع بمؤلفه القيم (حبيب السير) وهذا هو الذي عقدنا له الكلام هنا وهو شاهد عيان عن أواخر العصر التاسع حتى أواسط القرن العاشر وما جرى في هذا الأوان من الحوادث في آسيا ... ومن هذه الناحية يعد كتابه من الوثائق المهمة والجليلة ... وكله تاريخ عام كتبه باسم أستاذه (كريم الدين حبيب الله الأردبيلي) ويبتدىء من الخلقة وينتهي بوفاة الشاه إسماعيل الصفوي ويحتوي على وقوعات العالم الإسلامي وله علاقة كبرى في تاريخنا عن هذا العهد فهو من المراجع المهمة ... وأهم ما فيه القسم الباحث عن موضوعنا ... جعل الأصل الذي اعتمده عين الأصل الذي عول عليه والده إلا أنه رأى الاختصار أولى ، والتلخيص أشد ، والناس لا يستطيعون مباحث مفصلة كهذه من ناحية الاستنتساخ والاقتناء والمطالعة وأضاف إليه معلومات قيمة تتعلق بعصر تيمور وما بعده إلى آخر الأيام التي كتب عنها ... طبع في الهند في مجلد ضخم يحتوي على أجزاء. وللمؤلف آثار أخرى أهمها : (مآثر الملوك) ، و(دستور الوزراء) وسيأتي ذكره ، و(أخبار الأخيار) ، و(مكارم الأخلاق) و(منتخب تاريخ وصاف) و(جواهر الأخبار) و(غرائب الأسرار). كتب هذه المؤلفات