أيام الجدال الحربي بين الأوزبك والصوفيين ... وأكبر مساعد له على إظهار هذه الآثار المكتبات الغنية بالمؤلفات الكثيرة والمتنوعة ...
ولما لم يستطع البقاء مع فداحة الأمر ، واضطراب الحالة ترك وطنه مكرها عام ٩٣٢ ـ ١٥٢٥ م وذهب إلى (بابرشاه) الحاكم في الهند من آل تيمور فجاء إلى (اكره) ملتجئا إلى ملكها فرأى منه حسن قبول والتفات ... وكان قد أعز العلماء وأبدى لهم توجها كبيرا وعلى الأخص نال المترجم احتفاء السلطان لما رآه منه من العلم الجم والخبرة الواسعة في التاريخ وغيره .. وكذا حصل على مكانة لائقة لدى (همايون شاه) بن بابر شاه ومن ثم كتب المترجم له (همايوننامه) لما رآه منه من الالتفات الزائد والاحترام اللائق ...
وفي سنة ٩٤٢ ه ١٥٣٥ م سار مع الشاه إلى كجرات فمرض في سفره ومات في الطريق فأمر السلطان أن ينقل جسده إلى دهلي ودفن في جوار أعاظم الرجال المدفونين هناك أمثال (أمير خسرو الدهلوي) و(نظام الدين أوليا) ذلك لما كان له من المكانة لديه ...
والحاصل أن هذا المؤرخ من أكابر المؤرخين لا يقل عن والده في تأليفاته التاريخية بل ربما فاقه أو أنه أتم ما قام به والده فمؤلفاته مكملة من ناحية وموضحة من أخرى ... وهي السلسلة التاريخية الموصولة بين دور المغول وبين الحكومات التالية له إلى زمانه ...
والملحوظ أن المؤلف في تاريخه حبيب السير لم يتعرض لخصوصيات العراق ، وحوادثه مما لا علاقة له بالأقطار الأخرى ... (١).
__________________
(١) نفس حبيب السير ، إسلامده تاريخ ومؤرخلر.