والسلطان غافل إلى أنه ذات يوم من الأيام سقطت الورقة المفصل بها أسماء الجماعة من كاتب شروان فالتقطها شخص يقال له كورة بهادر فأوصلها إلى السلطان في حين ورود الأخبار عن عساكر تيمور أنها وصلت البندنيجين وقد هرب منها أمير علي قلندر وهو آنئذ حاكمها ودخل بغداد والسلطان قد أمر بسد أبواب بغداد إلا بابا واحدا وهو في غاية الحيرة والاضطراب وإذا بهذه الورقة أوصلت إليه ، مكتوب اسم حاملها قد خصص له عشرة آلاف دينار ، فأمر حالا بضرب عنقه ثم أرسل يادكار الأختجي إلى شروان ومعه عدة أمراء بينهم قطب الحيدري ومنصور وغيره لنهب الأويرات فجاؤوا برأسه ...
ثم قتل جميع من له اسم في تلك الورقة بحيث كان يرسل واحدا ويقول له اقتل فلانا ولك ماله وبيته فيما إذا تم الأمر حتى يرسل الآخر فيقتل ذلك القاتل وهكذا قتل الواحد تلو الآخر حتى قتل في خلال أسبوع ألفين من أمرائه وأقاربه ومقربيه وقتل عمته وفا خاتون (١) وأكثر الحرم والخدم الذين كانوا عنده ... ثم بعد ذلك غلق الباب عليه ولم يترك لأحد من الناس سبيلا إليه حتى طعامه الخاص كانوا يأتي به الياورجية ويطرقون الباب ويسلمون الطعام للخدام من الباب ويرجعون. ولما مضى على هذا الحال عدة أيام أمر ستة أنفار من الخدم المقربين بالخفية أن يأخذوا من الاسطبل سبعة خيول خاصة ويعبروها إلى الجانب الغربي وركب مع الستة أفراد وسار إلى قرا يوسف فاستنصره وقال له تعال انهب بغداد وجاء به وبعسكره بهذا الطمع على أنهم ينهبون بغداد وأنزلهم في الجانب الغربي ودخل إلى داره وندم على ما فعل فأخرج إليهم النقود والأقمشة والرخوت من خزانته والخيول والأموال الأخرى حتى أرضاهم ولم يدعهم يتعرضون بالمدينة ورحلوا إلى مواطنهم كذا في الغياثي.
__________________
(١) قال في روضة الصفا : وهي التي ربته ... «ص ١٠٢».