وفي صفر سنة ٧٤١ ه قدم القاهرة رسول الشيخ حسن الكبير بكتاب يتضمن طلب عسكر بتسليم بغداد والموصل وعراق العجم لتقام بها الدعوة للسلطان ، وسأل أن يبعث السلطان إلى طغاي بن سوتاي في الصلح بينه وبين الشيخ حسن فأجيب إلى ذلك ووعد بتجهيز العسكر إلى تبريز ، ثم ركب الأمير أحمد قريب السلطان إلى طغاي ومعه هدية لينتظم الصلح بينه وبين الشيخ حسن ، وكان طغاي قد راسل السلطان الناصر سنة ٧٣٩ ه وبعث إليه هدية وطلب مصاهرته. فجهز الناصر إليه هدية وخلع على رسوله وأصحابه وأنعم عليهم وأمرهم بالعود على أحسن حال.
وكلف الناصر رسوله المذكور أن يبلغ الملكين طغاي بن سوتاي والشيخ حسنا الكبير بما معناه «إن أردتم أن أرسل لكم جيشا لتقووا به على أعدائكم .. وتغزوا بلادهم وتضربوا باسمي السكة ، وتقيموا لي الخطبة ، وتحالفوني في السراء والضراء فأرسلوا إلي برهائن منكم ، ومن أسلم إليه الجيش على ثقة من أمري» كذا قال الشجاعي في ما نقل عنه ابن قاضي شهبة.
وخرج الأمير أحمد المذكور برسالة الناصر فوصل إلى طغاي في أواخر شهر رمضان من هذه السنة ٧٤١ ه ، وطلب منه رهينة ، فأعد لذلك ولده برهشتين (كذا) وطلب منه الأمير أحمد رسلا ، فأوصلوه إلى الشيخ حسن الكبير ببغداد ، وكان مع الشيخ حسن صلغان شير بن چوبان ، فاجتمع بهما الأمير أحمد ببغداد ، واتفقوا على الصلح ، وتحالفوا ، وخطب للملك الناصر ، وأرسل الشيخ حسن رهينة من جهته ، وهو ابن أخيه إبراهيم شاه بن جلوا ، وسار الجميع ومعهم القاضي بدر الدين قاضي اربل ، والقاضي معين الدين قاضي الموصل ، وأرسل صاحب ماردين صحبتهم القاضي صدر الدين قاضي ماردين وعلى أيديهم نسخة اليمين والمهادنة ، وكان وصولهم إلى القاهرة يوم الأربعاء سادس ذي