الأمير الشريف أحمد بن رميثة بن أبي نمي وكان قد انتصر عليه في حربه معه فعذبه وقتله وأخذ الأموال والذخائر التي كانت عنده. هذا وإن الأمير أحمد كان قد استولى على الحلة بعد موت السلطان أبي سعيد وحكمها أعواما وكان حسن السيرة يحمده أهل العراق وبقي فيها إلى أن غلب عليه الشيخ حسن (١).
وجاء عنه في عمدة الطالب : إنه كان الشريف شهاب الدين أحمد مكرما عند السلطان أبي سعيد وذهب مرة بالحج العراقي ، وفوض إليه أمر الأعراب بالعراق بعد عودته من الحج ... وكثر أتباعه وأقام بالحلة نافذ الأمر عريض الجاه كثير الأعوان إلى أن توفي السلطان أبو سعيد فأخرج الشريف أحمد حاكم الحلة الأمير علي ابن الأمير طالب الدلقندي وتغلب على البلد وأعماله ونواحيه وجبى الأموال ... فلما تمكن الشيخ حسن ابن الأمير حسين اقبوقا من بغداد وجه إليه العساكر مرارا فأعجزه .. ثم إن الشيخ حسن توجه إليه بنفسه في عسكر ضخم وعبر الفرات من الأنبار وأحاط بالحلة فحصر الشريف أحمد بها فغدر به أهل الحلة. وخذله الأعراب الذين جاء بهم مددا وتفرق الناس عنه حتى بقي وحده وملك عليه البلد فقاتل عند باب داره في الميدان ... وقتل معه أحمد بن فليتة الفارس الشجاع وأبوه فليتة ولم يثبت معه من بني حسن غيرهما. ولما ضاق به الأمر توجه إلى محلة الأكراد وكان قد نهبها مرارا وقتل جماعة من رجالها إلا أنهم لما رأوه قد خذل أظهروا له الوفاء ووعدوه النصر ... حتى يدخل الليل ثم يتوجه حيث شاء ... ولكنه خالفهم وذهب إلى دار النقيب قوام الدين ابن طاووس الحسني وهو يومئذ نقيب النقباء الأشراف. فلما سمع الأمير الشيخ حسن بذلك أرسل إليه شيخ الإسلام بدر الدين المعروف بابن شيخ المشايخ الشيباني
__________________
(١) ر : ابن بطوطة ج ١ ص ١٣٢.