أو يتخذ أحد أفراد الأسرة المالكة سندا له في دعوته ... وقد بسطنا القول في ذلك ...
لم يكتف هؤلاء المتغلبة أن يعلن كل واحد منهم حكومته في المواطن التي هو فيها ويتقاسموا الميراث بتوزيع هادىء ساكن فيقنع الواحد بما في يده ... وإنما حاول أن يقوي إدارته ويمكنها من جهة ويهاجم الأخرى المجاورة له ليبتلعها ، أو التي يخشى أن يستفحل أمرها فيوقفها عند حدها ... وهكذا دامت القلاقل وزالت الراحة وشغل الناس بأنفسهم وبمتغلبتهم فكانوا من أقوى الوسائل الفتاكة ، وأشد البلايا على الحضارة والمدنية ، والعلوم والصناعات ، وفيها من التخريب والتدمير ما لا يوصف ...
وإن المترجم أحد هؤلاء ، جرب تجارب عديدة ، وحاول محاولات كثيرة أن يكون نصيبه أكثر مما في يده ، وغنيمته أوفر ... ولكنه لم ينل مرغوبه فاكتفى (بالعراق) واحتفظ به ، وتسلط على سائر أنحائه ... وفي هذه المرة كان الأمل أن يستفيد الرب من هذا الانحلال ومن تلك المحاولات بسبب تفرق الكلمة وأن ينالوا المكانة اللائقة في العراق ... إلا أن أمراء المغول كانوا متمرنين في الإدارة والحرب فلم يستطع العرب أن يتمكنوا منهم فقضي على إدارتهم في الحلة بعد أن كانت قد تمكنت مدة ... فقويت قدم المغول مرة ثانية وتكونت منهم حكومة الجلايرية ...
وهذه لم تقاوم البقية الباقية من العلماء ، ولما كانت إسلامية لم تتخذ مشروعا من شأنه إفساد المدارس ، والقضاء على حياتها ... وإنما كانت هذه الغفلة عنها ، أو الإهمال لها ... مما دعا أن تعود ثانية ويظهر نورها متلألئا بعد مدة قليلة ... وكان هذا السلطان (الشيخ حسن) قد أخلد إلى السكينة وتنظيم المملكة ، وراعى لوازم الراحة ... فقويت