الروح العلمية ، وثبتت .. ومع هذا مال كثيرون إلى الممالك الإسلامية الأخرى المجاورة لقلة المناصرة ... وظهر جماعة في علوم مختلفة إلا أن التربية الفارسية كانت سائدة ، وهي صاحبة القول الفصل فنفق سوق هذه أكثر وإن كان الاهتمام بعلماء المدارس والنظر إليهم لم يهمل ...
ـ نعم إن أكثر الشعراء في الديوان الملكي عجم ، ولا يلتفت إلى غير مدحهم ولا يقرب سواهم ومجرى المدارس سائر إلى ناحية ، والرغبة إلى أخرى ... والعلماء والشعراء كلما برزت مواهبهم مالوا إلى الأقطار العربية الأخرى ...
ولا نطيل القول ، فهذا السلطان سمي بالشيخ حسن لعدله ، ومحافظته على النظام ولا يريد الأهلون أكثر ... في حين أن المتغلبين الآخرين لا يزالون على أطماعهم ، وشدة تغلبهم لم يركدوا ؛ ولا سكنوا حتى قضي على أكثرهم ؛ وانحصرت الإمارات في عدد محدود ... ولكنها لم تخل حتى هذه الأيام من مناوشات ، أو محاربات ... وهكذا ، وقد مضى من حوادث المترجم ما تيسر تدوينه وكله ذو علاقة بالعراق ، أو الدفاع عن حوزته وصد الغوائل عنه لتأمين سلطة ...
وفي هذه المرة عادت بغداد عاصمة الملك ، وصار يبذل لزينتها وتحسينها جهودا عظيمة وبرز فيها علماء فحول ... إلا أنها مشوبة بتلك الغوائل المارة ... ومع هذه نجد السلطان في أيامه الأخيرة قد صرف أموالا طائلة في سبيل العمارة ... ولا ينسى أن لزوجته النفوذ العظيم في هذا الإعمار ؛ وفي حسن الإدارة ... وقد استنطقنا مؤرخين عديدين والكل يثني عليه وقد جاء في عقد الجمان عنه :
«توفي الشيخ حسن بن حسين بن اقبغا بن اليكان (كذا وصوابه ايلگا) في هذه السنة (سنة ٧٥٧ ه) وهو سبط أرغون بن ابغا بن هلاوون