وحياته الأولى أنه ولد من دلشاد خاتون بعد أن تزوجها والده بسنة واحدة وكان قد تزوجها سنة ٧٣٧ ه فسمي معز الدين أويس. وكان الشاعر سلمان يدعوه في بعض الأحيان بغياث الدين وقد اختص هذا الشاعر بمدحه من حين ولي السلطنة ولازمه ملازمة شديدة ... وكان يصف بعض فتوحه. والسلطان حينما ولي كان شابا جميلا. وأهل بغداد يرغبون في مشاهدته حينما يخرج راكبا فرسه ، يراقبون ذلك فيهرعون للنظر إلى محياه وصورته الجميلة ... كما أنه كان صاحب ذوق ، ونقاشا ماهرا ، ومبدعا في الموسيقى ، وخطه الواسطي يحير بجماله الباهر واتقانه ، ويعجز المصورين والخطاطين الحذاق أن يماثلوه .. وتعلم الشعر على يد مربيه الخواجة سلمان فكان له نصيب منه وربما فاق أستاذه .. وله مراسلات في الشعر مع السلاطين المعاصرين له .. ولا تخلو وقعة إلا ويمدحه الخواجة المذكور من أجلها وديوانه مشحون بمدائحه الكثيرة وللسلطان إنعامات عليه ليست بالقليلة بل هي وافرة جدا وقد قيل (اللهى تفتح اللها) (١) ..
وسيأتي من الحوادث ما يبصر بحياته السياسية وسلطنته ..
غرق بغداد :
كانت بغداد خلال المدة بين وقعة هلاكو وهذا التاريخ قد اكتسبت وضعا جديدا ، ونالت عمارة ، ورونقا .. وكان قد رآها ابن بطوطة فوصفها في رحلته كما أن الخواجة سلمان الساوجي شاهدها أيام السلطان أبي سعيد وفي عهد الجلايرية خصوصا وقد اتخذوها عاصمة فنالت من الأبهة والمكانة ما يجلب الأنظار وكانت الراحة والطمأنينة ولو لمدة قليلة تعيد لها جدتها.
قضى فيها سلمان الساوجي مدة في عهد تلك الراحة والأبهة فخلبه
__________________
(١) تذكرة الشعرا لدولتشاه ص ١٧٥ وغيرها.