والملحوظ أن هذه التكية تخرج منها خطاطون عديدون بل أساتذة أكابر من شيوخها كان لهم الذكر الجميل في جودة الخط وإتقانه. وقد تعرضنا لذكر جماعة منهم في كتابنا (تاريخ الخط العربي في العراق). وسنتناول بعض المعروفين في الطريقة خاصة وفي مواهب أخرى.
الطريقة المولوية
ولما تعين لنا بناء تكية هؤلاء المتصوفة في بغداد لزم أن نتكلم في أصل هذه الطريقة وكيف نالت شهرتها في المملكة العثمانية مع أنها لم يستقر لها قدم ثابت في بغداد ولم تنل رواجا ، وذلك أن الموظفين الواردين من الآستانة كان كثير منهم ينتسبون إلى هذه الطريقة إلا أنهم لم يؤثروا التأثير الكافي ولأنهم في عزلة ، عن الاحتكاك بالأهلين. ومن جهة أخرى لم تقبلها نفوس الأهلين ومع هذا لا يزال في هذا الحين وبعده بمدة طويلة لها شيوخ تجري على مراسيم القوم وتقاليدهم المعروفة. لا سيما وقد رأوا من رجالها خدمة لا تقدر ...
والمولوية شائعة في بلاد الترك وكان رئيس الإرشاد يقلد السلطان سيفه إثر جلوسه على العرض ومؤسس هذه الطريقة جلال الدين الرومي المتوفى سنة ٦٧٢ ه اشتهر بكتابه (المثنوي) ويحتوي على أكثر من ٤٧
__________________
وقال ظهير الدين الكازروني في تاريخه : «ثم تقدم ـ الخليفة المستنصر بالله ـ بعمل رباط دير الروم فتم في ثامن رجب سنة ٦٢٦ وجعل له منارة للتأذين ...» ا ه. وفي الصفدي : نقلا عن تاريخ ابن الساعي أن الدار المستجدة مجاورة للمدرسة المستنصرية. وتقع في الأعلى منها ، وأنها لم ير مثلها أحد (مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق ج ٤ ص ٤٣). وكان جامع الآصفية ملاصقا لجامع الوزير (المسجد ذي المنارة) قبل فتح الطريق. وأعتقد أنه زال الإشكال (التوضيح في كتابنا المعاهد الخيرية). والملحوظ أن دار القرآن من المستنصرية. والدار المستجدة (الرباط) بنيت قبل المستنصرية. فالرباط ثابت ، وما استبعده الدكتور لم يكن بعيدا في الحقيقة. وهذا ما يبطل الاستنتاج بأن المحلة بعيدة عن الرباط.