ذلك في المعاهد الخيرية. ثم صارت (جامع الآصفية) (١) والتسمية الأخيرة لداود باشا فإنه عمرها فأضيفت إليه باعتبار أنه آصف وقته. ذكرنا ما جرى عليها في أيامه وأوضحنا الوثائق التي دعت إلى تعميرها.
ومحمد چلبي باني التكية لم يعرف عنه شيء غير قتلته ابن الطويل ، وأنه كان كاتب الديوان ، ولو لم يتعرض لقتلة الوالي المتغلب لما عرف بل كان في عداد المهملات (٢). ومما علمناه أن (الخطاط قوسي) كان قد كتب لوحا في التكية سنة ٩٩٩ ه ، مما يعين أن هذه التكية كان بناؤها سنة ٩٩٩ ه. وهذا تاريخ تجديد بنائها من محمد چلبي المذكور (٣).
__________________
(١) تاريخ العراق ج ٢.
(٢) كلشن خلفا ص ٦٦ ـ ٢.
(٣) بين الدكتور ـ مصطفى جواد ـ أصلها (دار القرآن المستنصرية) ثم أوضح عن محلة (دار الروم) ، أو (دير الروم) بنصوص من ياقوت في مادتي (دير الروم) و (دور) واستبعد أن تكون في الآصفية مع أن صفي الدين عبد الحق لم يعين محلة (دار الروم) واستدل من هذه الأقوال أنها مجاورة لمشهد الإمام أبي حنيفة ومحلة الخضريين أو الخضيرية حتى عدّ من فضول القول التقريب بين دار الروم في شرقي الاعظمية وجامع الآصفية في رأس الجسر الأعلى ، واستدل بتقسيم المياه في الخطيب البغدادي ج ١ ص ١١٥ وأيده بمختصر مناقب بغداد. وبين أن جامع الوزير لم يكن المسجد ذا المنارة الوارد في ص ١٤٣ وقال : هذا مبني عن ظن أن الآصفية (دير الروم) استدلالا بالكتاب المسمى بالحوادث الجامعة ، والحال أنه المدرسة التتشية.
وأقول إن تتبع الدكتور يستند إلى استنتاجات بعيدة ، واستدلالات من اسم المحلة وتعيين موقعها في حين أن الموضوع (رباط دير الروم) وهذا الرباط متعين في أنه هو الدار المستجدة ، أو الدار المستجدة لرباط دير الروم. أو دار الروم الملاصق للمدرسة المستنصرية من أعلاها ، والمجاور للمسجد ذي المنارة فهو بينهما ، فالنصوص التي عينت موقع الرباط كثيرة منها الكتاب المسمى (الحوادث الجامعة) ص ٢ وص. ٥٣ فالمستنصرية متعينة وتوضح اتصال الرباط أو الدار المستجدة بها ، وهو أيضا متصل بالمسجد ذي المنارة فهو بينهما.