سجل عثماني أنه عزل سنة ١٠١٢ ه إلا أننا نقطع ببطلان ذلك والأمر المهم أن صاحب الفذلكة ذكر حربه لليازيجي الجلالي في حوادث سنة ١٠١٠ ه فمن المستبعد جدا أن نقبل ما ذكره صاحب سجل عثماني فقد ولي الشام قبل هذا ثم صارت الحرب (١).
إن حسن باشا بن محمد باشا الوزير ابن الوزير كان نائب الشام. ولي في مبدأ أمره كفالة حلب ، دخلها ولم يلتح أو لم تكمل لحيته ، ثم ولي بعدها كفالة الشام سنة ٩٨٥ ه وعزل عنها وولي ولاية أناطولي (الأناضول) ثم ولاية أرزن الروم. وكان الوزير الأعظم فرهاد باشا سردارا على العساكر العثمانية لغزو العجم فاجتمع به في ولايته المذكورة ووقع بينهما أمور طويلة بسبب أن فرهاد باشا كان بنى بعض القلاع في ديار الشرق ودفع حساب كلفته عليها في دفتر وطلب من بقية الأمراء إمضاء ذلك الدفتر فمنهم من أمضاه ومنهم من رده وكان صاحب الترجمة ممن رده وعرض على السلطان أن المبلغ الذي رفع حسابه فرهاد باشا ليس كما ذكر. (وعلى هذا) بادر صاحب الترجمة إلى الرحيل فرحل إلى دار السلطنة. (وحينئذ) أقبل السلطان عليه وولاه الشام للمرة الثانية وكان ذلك في حدود سنة ٩٧٧ ه واستمر بها حاكما مدة تزيد على سنتين. ثم عزل وأعيد ثالثا.
ولما عزل صاحب الترجمة عن الشام في هذه المرة سافر إلى دار السلطنة وتقلبت به الأحوال إلى أن صار حاكما في بلاد الروم واستمر هناك ونسبوا إليه في حكومته أمورا لا أصل لها فورد حكم سلطاني بقتله فلم يسلمه العسكر للقتل ثم حضر بعد ذلك إلى جانب السلطنة وبحث عن أصل الحكم الذي ورد بقتله فلم يجد له أصلا. ولم يزل يحاول الخروج من القسطنطينية حتى أعطى ولاية بغداد وما يليها من بلاد عراق
__________________
(١) فذلكة كاتب جلبي ص ١٧٣.