العرب. فذهب إليها بعسكر جرار ودخلها بأبهة عجيبة وأظهر فيها من الحجاب ما لم يعهد لمثله ولم يزل بها حاكما حتى حدثته نفسه بحفر نهر أخذه من دجلة فأجراه يسقي أماكن كثيرة قيل إن محصولها يزيد في السنة على عشرين ألف دينار ذهبا. وحدث بينه وبين العسكر العراقي أمور أدت إلى أن عرض أمرهم على الحضرة السلطانية فأمروه بالخروج من بغداد فخرج منها خائفا من شق العصا وأقام بالموصل أياما ثم نازلهم منازلة المحارب إلى أن جاءه الأمر بالانفصال بعد أن نهبت جماعته فتوجه إلى ديار بكر فبينا هو فيها إذ بالأمر السلطاني جاءه أن يصير اصفهسلارا (أصله سپهسلار بمعنى قائد عام) على العساكر ويذهب لقتال عبد الحليم اليازيجي الباغي الناجم في نواحي سيواس هو والطائفة الكيانية .. (فكانت النتيجة) أن قتل في توقات. في سنة ١٠١٢ ه (١).
وقال في (عمدة البيان في تصاريف الزمان) عن حسن باشا ما نصه :
«وهو لما ولي بغداد أجرى شعبة من الدجيل ، فكان محصولها عشرين ألف دينار» ا ه. ذكر ذلك في حوادث سنة ١٠١٢ ه.
ولم يتعرض صاحب گلشن خلفا لهذا الحادث فجاء هذا النص موضحا لما في خلاصة الأثر.
وتاريخ نعيما يفيد أن حسن باشا عين سردارا للقيام بتنكيل عبد الحليم قره يازيجي والجلالية سنة ١٠٠٨ ه ولعله تأخر قليلا وذهب (٢) ... وهذا هو الأجدر بالقبول ، وأن تاريخ العراق غامض من هذه الناحية فلم يعرف بالضبط تاريخ الولاة ولا تاريخ ولايتهم ولا أيام عزلهم.
__________________
(١) خلاصة الأثر ج ٢ ص ٤٥.
(٢) نعيما ج ١ ص ٢٤٥.