سليمان ومن بعده ، وذهبت أموال كثيرة لا يحصيها قلم ، وكثر السلب. فأصبح كثير من الأغنياء والمتمولين لا يملكون شروى نقير.
٢ ـ تخلص بغداد له :
ومن ثم وقعت بغداد في قبضة بكر صوباشي ، فصار حاكمها المستقل. وقالوا إنه بث العيون للاطلاع على أحوال الناس فصار يذيق المخالفين أنواع العقوبة ، وضروب القسوة. ولم نجد أثرا عراقيا سوى گلشن خلفا يعين نفسية الأهلين تجاه هذا الحادث الذي لم يطل في بغداد أمد حكمه بسبب الهجومات القوية المتوالية عليه من العثمانيين إلا ما جاء في تاريخ الغرابي. قال :
«وفيها ـ في سنة ١٠٣٢ ه ـ تغلب بكر صوباشي في بغداد. فقتل حاكمها يوسف باشا ، وأرسل إلى محافظ ديار بكر حافظ أحمد باشا يطلب منه أن يعرض إلى حضرة السلطان مراد ... هذه الأحوال وأن يجعله حاكما في بغداد. فلما بلغ هذا الخبر إلى السلطنة جعلت سليمان باشا حاكما على بغداد ، وأمر حافظ أحمد باشا أن يسير بعكسر ديار بكر إلى بغداد ويزيل بكر صوباشي ، ويجلس سليمان باشا» ا ه (١).
٣ ـ الوالي سليمان باشا :
وبعد أن تم لبكر صوباشي أمر بغداد حاذر من موقفه هذا وما سيجر من النتائج فعرض الحال على السلطان وطلب العفو وذكر أن يوسف باشا كان السبب فلا يتوجه عليه لوم والتمس أن تنعم عليه الدولة بمنشور الولاية. راجع بذلك والي ديار بكر حافظ أحمد باشا لكن الحكومة اعتبرته عاصيا فلم تمنحه الولاية. فعهدت بإيالة بغداد إلى
__________________
(١) تاريخ الغرابي ج ٢ ص ٩٩.