لها خالصا بالتوغل في قلب مملكتها بدعايات واسعة النطاق كان يقوم بها رجال الشاه وأعوانه بنشر التصوف ، والدعوة له ... ومن ثم تولد النزاع بين الحكومتين وكثيرا ما كانت دولة العجم عائقا مهما ، وصارفا عظيما للدولة العثمانية من التوغل في جهات الغرب بسبب تدخلها في أمرها ، وأطماعها بأمل ابتلاعها ، توسع نفوذها في الدولة العثمانية وكان بإزعاج لا مزيد عليه. فتكون على الدولة خطر.
وأول عمل قامت به الدولة الصفوية كان على يد (شاه قولي) أي (عبد الشاه) المعروف عند الترك (بشيطان قولي) أي (عبد الشيطان). استعمل كثيرا.
تنازعتا السلطة وكل واحدة من هاتين الدولتين وجدت الأخرى حجر عثرة في طريقها والفروق بينهما كبيرة تمنع من اندماج الواحدة بالأخرى. وأهمها الفروق الدينية والقومية. بقيتا مترافقتي النزاع إلى أن قضي على الحكومة الصفوية من جانب الأفغان قبيل أيام نادر شاه فخلفتها حكومات جديدة لم تغير من وضعها إلا اسم الأسرة المالكة بحلول غيرها محلها إلى أن جاءت الدولة البهلوية فأحدثت تجددا. وهكذا بقي الجدال إلى أن انقرضت الدولة العثمانية أيضا بظهور (الجمهورية التركية) ، فبدت آمالها كما هو المشهود في الإصلاح لا في الفتح.
ولا تزال الفروق موجودة إلى اليوم ولكن التقرب ـ دون الاندماج ـ مأمول والمصافاة أكيدة. نظرا لتغير الوجهات وتبدل أشكال الحكومات وتطورها لا سيما بعد الحروب العامة لسنة ١٩١٤ م و ١٩٣٩ م. بدت بوادر التقارب السلمي. لأن كل دولة تريد أن تنال حظها من الإصلاح ، وأن تلحظ مصلحتها ، وليس لها أمل في التسلط على غيرها. ففي كل مملكة ما يغنيها عن التطلع إلى الأطماع خارج حدودها ، وأن تحصل