الحرب الثانية :
وفي الحال علم أن القزلباشية جاؤوا إلى قلعة الطيور (جانب الكرخ) وسيضعون العتاد هناك فكان من رأي الوزير أن يتخذ ما يلزم. وأرسل بعض رجاله وبينا هم متأهبون إذ ظهرت جيوش العدو للعيان في (جانب الرصافة). جاؤوا من ثلاثة مواقع فتأهبوا للمقارعة وتركوا تلك الإجراءات. مضى إلى جانب الكرخ حسن باشا وفي هذا الجانب جرت المضاربات بمدافع وبنادق ثم عاد الطرفان مساء إلى مواطنهم ... وفي اليوم التالي قتل بعض الأمراء ودخل العدو متاريسهم واستشهد كثيرون ليلا.
ثم أمد الشاه بالعتاد وغيرها. كما جاءت السفن حاملة ما يحتاج إليه الجيش العثماني فاستولوا عليها حربا وبشق الأنفس. وقد فصل صاحب الفذلكة ذلك مما لا نرى ضرورة لذكره.
الحرب الثالثة :
وفي آخر شعبان شاع خبر دخول الشاه في الحرب وفي ١٢ رمضان هاجم عسكر الشاه من ناحية الشرق ومن الغرب وبعض القزلباش تأهبوا للقراع وكانت جيوش العثمانيين كثيرة ، وإن كاتب چلبي كان شهد هذه الواقعة. وقف عقب جيش السلحدار على تل عال فجرى الحرب وأطلقت المدافع من ناحية برج العجمي واشتد القتال إلا أن الحرب سكنت قبيل الظهر. وفي هذا الحين تحفز الأفراد للهجوم وطلبوا الإذن لهم في الحرب فكان حافظ أحمد باشا يمنعهم ويقول لهم أنتم لا تعرفون شيئا التزموا مكانكم ...
ثم تحاربوا من ثلاثة مواطن فكانت هذه الحرب مؤلمة جدا. وصف كاتب چلبي هولها وأوضح حالة الجيش العثماني ومغلوبيته ، وأن المشاة منهم صدوا الهاجمين وصاروا يذبحونهم في الخنادق ... وأما