ذهاب عمر باشا لمحافظة الشط :
إن شاه العجم وصل نهر ديالى وبث العساكر في الأطراف وهؤلاء كان غرضهم أن يقطعوا طريق النهر (دجلة) لئلا تصل الكلكات إلى الجيش فتمدهم. وقع فعلا نهبهم بعض الكلكات ومن ثم أرسل الوزير الأعظم أحد أتباعه عمر باشا الأرناود لمحافظة تكريت. وهذا لقي الأعداء فحاربهم ألا أنهم تغلبوا عليه واستولوا على ما معه ففر إلى الموصل. فانتهبوا ما ترك. وكذا انتهبوا المؤونة في الفلوجة فلما سمع حافظ أحمد باشا بما جرى أمر بمحافظة هذه المواقع وكتب إلى يعقوب باشا وكان في رأس الكوپري (١).
رسول الشاه وجواب السردار :
في هذه الأثناء جاء رسول من الشاه يحمل كتابا يقول فيه إنني أخذت بغداد من يد جلالي (٢) وإني مرسل إلى السلطان برسول وكتاب راجيا أن يترك بغداد لابني وإذا أبى فإني أسلمها لكم فلا تدخلوا معي الآن في حرب.
أجابه حافظ أحمد باشا بقوله أنا وكيل السلطان المطلق وجوابه عندي فلا حاجة لكتابة كتاب إليه رأسا. نحن لا نترك بغداد بأمثال هذه الأقوال.
وفي هذا الحين هب الهواء العاصف وكسر الجسر واعتلى العج بحيث لا يتمكن الواحد من رؤية الآخر وهكذا استمر الريح العاصف في اليوم التالي ولم يتمكنوا من نصب الجسر إلا بكل صعوبة (٣) ...
__________________
(١) فذلكة كاتب جلبي ج ٢ ص ٨١.
(٢) يريد المتغلب لأن الجلالية ثاروا على الحكومة العثمانية وصار يسمى كل ثائر عليهم جلاليا ...
(٣) فذلكة كاتب جلبي ج ٢ ص ٨١.