كتابا كان معه ... وطلب الرسول جواب الكتاب فقال له الباشا سأرسل معك الجواب بعد الحرب فتأهب للنضال واصطفت الجيوش على الأصول المعهودة فجرى بينهم تعاطي بعض نيران المدافع والبنادق وانسحب القزلباشية فكانت الحرب بسيطة.
الغربان والمدافع تأتي من البصرة
وبعد يوم ورد بكر آغا وعلي آغا البصريان مع بضع مئات وبعض النجارين فخلع عليهم وأسكنهم في الأعظمية. جاؤوا بثلاث قطع من الغربان (سفن حربية من نوع قدرغة) (١) ولم تكن لها قنوات في مؤخرتها وأعلاها يرفع بألواح عالية ، وفيها ثقوب (مزاغيل) لضرب الأعداء ، وأن مجاذيفها تسحب من ثقوب فيها وسواريها كالقدرغة. حملوها تمرا وافرا. وفي اليوم التالي وردت المدافع أيضا وعهد إلى مراد باشا بأخذها. فذهب بها إلى الجانب الآخر وأخذ معداتها (٢). وكذلك وردت المدافع من الحكومة العثمانية تسمى (بال يمز) فأعدت في رأس الخنادق ووضعت في المتاريس فلم يتمكنوا من استعمالها فأعيدت إلى الفيلق.
والبصرة كانت آنئذ بيد علي باشا بن أفراسياب وهذا بقي محتفظا بالبصرة ، أراد نصرة الدولة العثمانية ليبقى استقلاله مصونا فناصرها بما تمكن منه ...
__________________
(١) في كتاب الطراز للخفاجي أن للمراكب أسماء منها الأسطول للمعد للقتال وغراب لكبارها. تسير بالمجاذيف كما قال ابن الساعاتي. وقد غلط في ترجمته إلى الرومية لأن اسمها عندهم (قادرغة). أما (الغايغ) فهو الزورق ، ولم يكن محرفا ، أو متصرفا به من قادرغة ، فصار قارغة. أي غراب ، ثم قايغ. نقلا من مجموعة خطية. ومر بنا أصل لفظها.
(٢) فذلكة كاتب جلبي ج ٢ ص ٨٠.