كافية للحصار. فما كان يعده حافظ أحمد باشا سهلا قد تبين أنه من أصعب المصاعب. ولا مجال من وقوع المقدر ولا مفر من الصبر.
أطلقوا على المحصورين نيران المدافع بطلقات عديدة وكانت هذه بمقام تسل وعادوا. وفي الأثناء عقد الوزير الأعظم مجلس شورى فقر الرأي على أن يذهب للحرب مراد باشا ووالي الأناضول الياس باشا وأعطى لهما سبعة مدافع.
وفي هذا الحين جاءهم (مدلج العربي) ببضعة آلاف فذهب مع أولئك فصار مجموعهم نحو العشرة آلاف وكان ذلك اليوم فيه ريح عاصف مملوء بالعج لحد أن الواحد لا يكاد يرى الآخر فتحارب مع العجم فغلب وعاد إلى الفيلق مكسورا وأكثر سكبانيته قد غلبوا وتشتتوا وتركوا المدافع.
وفي المساء هاجمهم القزلباشية فوصل حافظ أحمد باشا إلى الخندق فانتظروا حتى الصباح وأن الكتخدا للوزير الأعظم وهو حسين آغا قد أرسل ليأتي بالمدافع المتروكة فجاء بها واستشهد بعض الأمراء وحدثت ضايعات كثيرة ...
وفي تلك الليلة قرب الصباح أطلقت على بغداد عدة مدافع وحينئذ حاول بعض الأعجام الدخول إلى المدينة فلم يتمكنوا فقتل بعضهم وأسر الآخرون وبين هؤلاء برخوردار بك كان عظيم الجثة وهو صاحب لغم ، ومدفعي فجاؤوا بهم إلى الوزير الأعظم فأمر بسجن المرقوم وقتل الباقين ...
وفي ٢ شعبان كان حافظ أحمد باشا في الامام الأعظم فرأى قيام عجاجة تبين منها كتائب القزلباشية فتأهب الجيش العثماني ، فركب الخيالة خيولهم ، ودخل المشاة خنادقهم ، وأخبر حافظ أحمد باشا بذلك فجاء أحد المشاة من العجم. وافى من جانب الشاه وأعطى إلى الباشا