وأمير أمراء روم إيلي علي باشا بن أرسلان باشا وفوق هؤلاء قپودان باشا ووالي سيواس الخزينة دار إبراهيم باشا وأمراء كستنديل وأولونية ومعهم أربعون چوربچيا ورئيس الصامسونجية حسين آغا ورئيس الزغرجية حيدر آغا زاده محمد آغا فدخلوا المتاريس وجعل محمد باشا وأرسلان باشا بن نوغاي باشا في جانب الباب الشرقي (الباب المظلم) ويقال له (قراكوقپو) أو (قراكلق قپو) باللفظ التركي. وذلك لصد غائلة الهجوم المفاجىء.
وكانت بغداد قد حوصرت قبل هذا من جانب حافظ أحمد باشا من الباب الشرقي وإن خسرو باشا كان قد حاصرها أيضا من ناحية باب الإمام الأعظم. فأحكم الأعجام هذه المواطن وقووها كثيرا ... وأما الباب الوسطاني فإنه بعيد عن النهر فلا يصلح لاتخاذ متاريس. فأغفله العجم ولم يكونوا يعتقدون أن تتخذ متاريس فيه.
علمت قوة العثمانيين بذلك حينما كانت في الموصل. وذلك أن السلطان لما كان في الموصل خرج (مير محمد) مع اثنين من إخوته فجاء إلى تكريت لجمع أموال الشاه فنزل عند شيخ العربان هناك فألقى القبض عليه وجيء به إلى السلطان. فقتل إخوته وأتباعه في الحال. ولكن مير محمد كان امرأ عاقلا عارفا وله صناعة كاملة في الشعر والأغاني فرجاه سلحدار باشا فعفا عنه ، ورافقه إلى بغداد مكبلا فأبان عن أكثر أحوال بغداد وعن الباب الوسطاني وأوضح أن هذا الباب خال من التدابير الحربية ...
عرض الوزير الأعظم ذلك كله إلى السلطان فصدر الفرمان بلزوم محاصرة الباب الوسطاني وتوجيه القوة نحوه. قال نعيما : إن أوطاغ السلطان (خيمته) نصب أمام مزار الإمام الأعظم وإن دجلة تجري من جانب اليمين. ووضعوا (مقصورة) على تل عال مشرف على الأوضاع