الحربية وهناك ذبحوا ٤٠ رأسا من الغنم فداء له وتصدقوا بها على الفقراء ...
وإن السلطان قال : إني أستحيي أن أزور الإمام الأعظم بلا فتح ولا ظفر. ولذا لم يدخل مرقده للزيارة حتى أنه لم ينزل في الأوطاغ الهمايوني. وإنما نزل في المقصورة. وهناك كان يوزع الذخائر الحربية والقازمات والكوركات (١) والبارود والفتيل وسائر لوازم الحرب. وبعد ثلثي الليل باشروا الدخول في المتاريس في أطراف البلد فدخلها من ناحية الباب الوسطاني كل من الوزير الأعظم وآغا الينگچرية حسن آغا وأمير أمراء روم إيلي أرسلان باشا زاده علي باشا. ومن جنوبيهم نحو الباب الشرقي مصطفى باشا وأمير أمراء سيواس كور خزينة دار وأربعون چورباچيا مع رئيس صامسونجية وأمراء كوستنديل وأولونيه وفي أسفل هؤلاء أيضا إلى جهة الجنوب كل من أمير أمراء الأناضول حسين باشا وعسكر مصر وأربعون چورباچيا ورئيس الزغرجية (٢) حيدر آغا زاده. دخل هؤلاء جميعهم المتاريس. وعين أيضا حرس (قراولة) كل من كورچي باشي ونوغاي باشا زاده من جانب الباب الشرقي لدفع ما يحتمل وقوعه من هجوم ليلي.
كانت السماء مقمرة فصفت المشاعل أيضا في السور ولم يصبح الصباح إلا والعمل قد تم وأعدت كافة المتاريس وأحاط الجيش بالمدينة من ناحية الشط الغربية إلى الأخرى الجنوبية على شكل قوس.
وفي تلك الليلة والليلة التالية لها جرت محاربات فجرح أوردار علي باشا وقانلي محمد باشا.
__________________
(١) القزمات والكوركات معروفة في اللغة العامة عندنا. وهي ألفاظ تركية. وآلاتها تستعمل إلى هذه الأيام.
(٢) الزغرجية دون كتخدا الينگچرية في الرتبة كما في (تشكيلات وقيافت عسكرية) ص ٣.